الطبيعتان في المؤمن
إن نوال المؤمن طبيعة جديدة إلهية بالولادة الثانية لا ينزع الطبيعة القديمة الفاسدة الشريرة من داخله، ولا يهذبها بل تبقى الطبيعتان معاً-كل منهما بكامل صفاتها ومميزاتها- في صراع ومقاومة دائمة (غل 5: 17). وبقاء الطبيعة الفاسدة في المؤمن لا يمكن بالمرة أن ينهض عذراً لسقوطه في الخطية لأن المؤمن قد مات عن الخطية بموت المسيح، وإنسانه العتيق قد صُلب مع المسيح كي لا يعود أيضاً يستبعد للخطية، لذلك يجب أن يحسب المؤمن نفسه ميتاً عن الخطية ولكن حياً لله، فلا تملك الخطية في جسده لكي يطيعها في شهواته بل يسلك بالروح فلا يكمل شهوة الجسد، وبالروح يميت أعمال الجسد، ويميت أعضاؤه التي على الأرض. فالطبيعة القديمة الباقية في المؤمن لا سلطان لها عليه إذ يستطيع أن ينتصر عليها بقوة الروح القدس متى كان في حالة السهر الدائم والشركة مع الله وطلب المعونة منه باستمرار. وأيضاً بواسطة التغذي بكلمة الله وممارسة وسائط النعمة.
وتبقى الطبيعة الفاسدة في المؤمن إلى يوم فداء الجسد. وقد سمح الله ببقائها في المؤمن لكي يجاهد وينتصر وينمو في النعمة، وأخيراً يفوز بالأجرة والإكليل.
ولا اعتراض على بقاء الطبيعة الفاسدة في المؤمن مع سكني الروح القدس فيه لأنهما لا يسكنان معاً في توافق بل بالروح القدس هو الذي به نقاوم الطبيعة الفاسدة ونميت أعمالها ونُعتق من سيادتها. أما مصارعة المؤمن بقوته الذاتية ضد الفساد الساكن فيه فلا تؤول إلا إلى الفشل والهزيمة (رو 7: 18-24).
- عدد الزيارات: 3500