سقوط الإنسان
بما أن الله خلق الإنسان ذا إرادة حرة فقد صار مسئولاً أمامه بأن يُحبه ويُطيعه لأن الله لا يُسر بآلات مسيرة تخدمه بل بمن يخدمونه حُباً وطوعاً واختياراً. ولذلك وضع الله الإنسان تحت الامتحان بوصية واحدة وهي عدم الأكل من شجرة معينة في الجنة، تحت عقوبة الموت في حالة العصيان. وقد تعدى آدم وصية الله مجرباً من إبليس فسقط بتعديه من حالة البراءة والطهارة والشركة مع الله، وتنجس قلبه، وفسدت طبيعته ووقع تحت طائلة الموت الروحي والجسدي والأبدي.
وبما أن آدم الإنسان الأول قد تعين من الله ممثلاً للجنس البشري ونائباً عنه، حيث أنه عندما خلقه قال "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا"، وحيث أنه في فائق علمه يعرف أن أي إنسان في موضع آدم كان يتصرف كتصرفه، لذلك سقط كل الجنس البشري بسقوط رأسه ونائبه وممثله، وهكذا "بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة" (رو 5: 18). وقد ورث عن آدم كل نسله طبيعة الفساد التي تصدر منها جميع الخطايا الفعلية كما قال داود: "هانذا بالإثم صُورت وبالخطية حبلت بي أمي" (مز 51: 5) وصار قلب الإنسان كنزاً شريراً تخرج منه كل الشرور.
وطبيعة الفساد هذه غير قابلة للإصلاح "لأن المولود من الجسد جسد هو" وليس في مقدور أي إنسان أن يُخلص نفسه من حالة المذنوبية والإثم والفساد.
- عدد الزيارات: 4434