الفصل 6
بعد أيام استعاد كورش ومرقس نشاطهما. وذات صباح خاطب كورش جوليا: (أنتِ تعلمين ياابنتي أن الفرح والسلام كان لهما الأثر والنفع الكبيرين في هذا البيت. إني متأكد من أني تحسَّنت بأسرع مما توقَّعت).
-(غريب قولك هذا ياأبي، لاسيما وأن مرقس انتابه شعور مماثل. إنه لشيء رائع أن يكون قد استعاد كامل نشاطه بل أنه يبدو أقوى مما كان عليه. وهو يقول إن الفرق-وكل الفرق- هو في أن سُلا لن يتمكن من مقاومته في مابعد. ألا ترى معي أن الله صالح وطيب جداً؟).
بعد يوم أو يومين دخل مرقس البيت وهو مبتهج جداً ثم قال: (أتذكرون عبد سُلا الذي كسر ساقه بعد أن أضرم النار في هشيمنا؟ لقد ذهب إلى مزرعة سُلا لأسَاَّم على المالك الجديد وفي طريقي التقيت ذلك العبد وسألته عن حاله. ولَكَم كان شاكراً لأجل كل مافعلناه معه وأعرب عن شوقه لمعرفة المزيد عما نؤمن به المسيحيون. يبدو أنه قال لرفقائه أننا عاملناه بالحسنى لأننا مسيحيون). فاندفع أحد خدام مرقس يقول: (هذا صحيح، ذلك هو ماجعلني أرغب في معرفة يسوع عندما جئت إلى هنا. فلقد أظهرتم من الاهتمام بي ما لم أرّه من قبل). وتابع مرقس: (على أية حال، ليس هذا كل شيء. فلقد أخبرت العبد عن الاجتماعات التي نعقدها هنا فقال إنه هو وثلاثة آخرون يرغبون في الحضور. كان المالك الجدي مهذباً جداً فرحَّب بي بسرور، ناهيكم بأنه يعرف شيئاً عن يسوع المسيح وتعاليمه وهو راغب في المزيد. حقاً إن وَضْعَنَا قد تغير إلى حيد كبير).
في صباح اليوم التالي بكَّر تالوس فقام من فراشه وارتدى ثيابه وكان الطقس شامساً وجميلاً. قال في نفسه (ماأجمل هذا المكان وماأطيب هؤلاء الأصدقاء الذين تعرفت بهم هنا في بيت مرقس. ليس من السهل عليَّ أن أتابع ارتحالي مرة أخرى ولكن قد حان الوقت لأذهب).
وخرج إلى الشمس فوجد مرقس وكورش وجوليا واقفين يتحدثون معاً، فانضم إليهم وهو يقول: (صباح الخير أيها الأصدقاء). فرد عليه كورش: (صباح الخير). لقد كنا نتحدث الآن عما حدث في الأسابيع القليلة الماضية منذ أن حضرتَ إلى هنا، وكم نحن مسرورون لأنك كنت معنا).
(وأنا مسرور أيضاً ياكورش) قال تالوس وقد عرف كورشَ على حقيقته وأحبه من كل قلبه. وتابع يقول (ولكن يجب عليَّ الآن أن أغادركم وأواصل ارتحالي. ثمة أماكن كثيرة يجب أن أزورها بعد). أجاب مرقس وهو ينظر بجدّ إلى صديقه: (لن يكون من السهل علينا أن نودعك ياتالوس ولكين أقدر شعورك، للمؤمن المسيحي أشغال كثيرة ولن نقف في طريقك).
(نعم) قالت جوليا. (سنتألم لفراقك وأني متأكدة أن وجودك معنا في هذه المدة كان بترتيب من الله. لاأعلم ماكان في وسعنا أن نفعل لو لمتكن معنا. إن والدي مازال في حيرة من قدرتك على قيادة المركبة بطاقمها الرباعي وإحراز الفوز؟).
فقال مرقس وهو يمسك بيدي تالوس: (وأنا أيضاً مازلت محتاراً ولاجواب عندي سوى أن الرب كان معك).
-(نعم هذا هو الجواب يامرقس. أنا أمسكت بالزمام والرب هو الذي قاد العربة).
- عدد الزيارات: 2339