Skip to main content

الاتصال - العنصر الرئيسي

الصفحة 6 من 6: العنصر الرئيسي

العنصر الرئيسي

الصلاة هي العنصر الجوهري الذي يدخل في تحضير الرسالة وفي تقديمها. عليك أن تصلي قبل بدئك بالتحضير وقبل شروعك في تقديم الرسالة. صلّ كي يعطيك الروح القدس الآيات والأمثلة المناسبة الصحيحة ولكي يمكّنك من إلقاء الرسالة مدعومة بقوّته.

هذا درس آخر تعلّمته من خلال الصعوبات. في أواسط الخمسينات عملت طوال سنتين مع فريق كان يقدّم البشارة إلى جمعيات للأخوة وأخرى للأخوات في جامعة بتسبرغ وفي معهد كارنجي. كنا نذهب مساء كل اثنين ونتكلم بالكلمة، ونخاطب الأفراد في مواعيد ننظّمها معهم خلال الأسبوع.

وكنا قد قرَّرنا في تلك الأثناء أن نصلي معاً قبل الذهاب إلى تلك الاجتماعات. في تلك الأيام كنا نعمل مع الحملة الجامعية للمسيح وكان الأخ بل برايت منشئ الحملة قد نصحنا بأن نمضي كثيراً من الوقت في الصلاة قبل الذهاب إلى أي من تلك الاجتماعات. وكان الرب قد وضع على قلوبنا أهمية الصلاة فكنا مواظبين على ذلك بأمانة. وكانت النتيجة أن بارك الرب جهودنا، وفي وقت قصير صمّم عدد كبير من الشبيبة أن يتبعوا المسيح، وكنا نقودهم في اجتماعات لدرس الكتاب المقدس. وانضم إلى فريقنا بعض منهم وصاروا يذهبون إلى الجمعيات ويقدّمون الشهادات عن اختبارهم الخلاص. وسار كل شيء سيراً حسناً.

ويبدو أننا شعرنا بالطمأنينة بعد هذا وتسلّلت إلينا الكبرياء أو ما يشبه ذلك، وفي الوقت ذاته قلّلنا من وقت الصلاة. وكانت ليلة هي الأولى من نوعها. كنا مشغولين، واجتمعنا بسرعة في المكان الذي سنتكلم فيه وصلّينا بعجلة. صلّى أحدنا عبارات قصيرة وأسرعنا إلى الاجتماع.

وأذكر أني شعرت من بداية الاجتماع أننا سنواجه الكارثة. بدأ قائد الاجتماع فلم يتمكّن من اجتذاب انتباه الحضور كما يجب. قدَّم البعض شهاداتهم فكانت آلية بلا حياة. وعندما وقفت لألقي الرسالة شعرت بفقدان عمل الروح في قلوب السامعين. وكلمتي كانت كطعام معلّب لا أكثر. انتهى الاجتماع فأسرع المسؤولون بتأدّب وتخلّصوا منا إذ غادرنا المكان.

بعدها تطلّعنا الواحد إلى الآخر وعرفنا ماذا كان علينا عمله. ركبنا سيارتنا وأمضينا فيها وقتاً مصلّين ومعترفين بخطيّتنا وطالبين من الله الغفران. تلك كانت المرة الأخيرة التي أهملنا فيها فترة الصلاة قبل الاجتماع. الرب سمع صلاتنا واستمرّ في مباركة عمله وكلمته. لقد تعلمنا جميعاً درساً من ذلك لن ننساه.

"ليس أننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئاً كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدّام عهد جديد، لا الحرف بل الروح، لأن الحرف يقتل ولكن الروح يُحيي" (2 كورنثوس 3: 5- 6). "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوّيني" (فيلبي 4: 13).

الصفحة
  • عدد الزيارات: 10289