Skip to main content

الاتصال - ماذا تحتويه الرسائل

الصفحة 3 من 6: ماذا تحتويه الرسائل

ماذا تحتويه الرسائل

قد تقول: حسناً، قد اقتنعت. لكن كيف أُحضّر عظة تثير اهتمام من يسمعها وتأتي بنتيجة؟ لقد تعلّمت من إصغائي للعديد من الوعاظ الناجحين أن هناك أمرين:

الأول،

قدّم الكلمة. والتشديد هنا على الكلمة. لا يكفي أن يكون كلامك مستنداً إلى الكتاب المقدس، بل ليكن من الكتاب بالذات. فبينما تدخل كلمة الكتاب في عظتك من البدء حتى النهاية فإن ذلك يُكسب رسالتك طعماً وحيوية وقوة. الروح القدس كسيف (انظر أفسس 6: 17) يوبّخ الضمائر ويفحص أعماق القلوب. "لأن كلمة الله حية وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدّين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته" (عبرانيين 4: 12).

إنّ الروح القدس يستخدم الكلمة ليحطّم كل جدار يقف عقبة ضد الطاعة والإيمان. "أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطّم الصخر" (ارميا 23: 29). إذن اهتم بأن تتضمّن كلمتك بسخاء آيات من كلمة الله.

الثاني،

استخدم أمثلة أو قصصاً. تلك كانت الطريقة التي استخدمها يسوع. استخدم أمثلة. كان يسوع خير من قصّ القصص.

"لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان".

"هوذا الزارع قد خرج ليزرع".

"أيّة امرأة لها عشرة دراهم..."

"إنسان كان له ابنان.."

"يشبه ملكوت السماوات..."

لتكن القصة أو المثل الذي تستخدمه وسيلة لإفهام السامعين النقطة التي تقدّمها أو الآية التي تستخدمها.

طُلب مني مؤخراً أن أتكلم في موضوع كيف ندخل كلمة الله في حياتنا، فكانت إحدى النقاط أن علينا أن نتعلم كيف نتأمَّل في الآية: "كم أَحببت شريعتك. اليوم كله هي لهجي" (مزمور 119: 97). وقدَّمت هذا المثل:

لو جئت إلى بيتنا لتزورنا في المساء فقد نجلس ونتكلّم قليلاً، ثم قد أسألك إن كنت تحب أن ترى باقي أقسام البيت. فتنزل لرؤية القسم الأرضي. وقد لا أضيء المصباح الكهربائي، وأكتفي بدلاً من ذلك بإعطائك شمعة صغيرة مضاءة، وأتركك تجوب القسم الأرضي وأنت تحمل تلك الشمعة. وبعد أن تنتقل في الظلام من غرفة إلى أخرى تصعد أخيراً إلى الطابق العلوي.

هناك ألتقي بك وأسألك: ماذا رأيت؟

فتجيب: رأيت غرفة فيها طاولة لكرة الطاولة. وأخرى للعائلة، وغرفة ثالثة للنوم في آخر الممشى، ورابعة وقد بدت كأنها غرفة مطالعة أو مكتبة.

فأقول لك: حسناً، هذا هو بيتنا في الطابق الأرضي.

ثم بعد هذا ننزل نحن الاثنين معاً فأضيء جميع المصابيح الكهربائية. ندخل غرفة العائلة ونجلس ونتأمل في جوانبها. وحالاً يتبيّن أن فنياً ماهراً نسَّق هذه الغرفة وجمَّلها. فإنك سترى التوازن الدقيق في الألوان والأثاث. سترى أن اللوحات والصور المعلّقة على الجدران موزَّعة ومرتَّبة بشكل ينسجم مع الألوان في البساط والأثاث.

وأسأل الزائر: ألم ترَ غرفة العائلة على ضوء الشمعة؟

الجواب: نعم، رأيتها.

السؤال: لكن هل رأيتها كما هي في الحقيقة؟

لا. لقد رأيتها حقاً بعدما أضأنا المصابيح، وجلسنا، وأمضينا وقتاً في التأمل في جوانبها فأخذ جمالها يظهر لنا.

إن هذا يمثّل الفرق بين قراءة الكلمة والتأمُّل فيها. إن قراءة الكلمة كثيراً ما يكون كالسير بسرعة في أقسام البيت على ضوء شمعة والنظر الخاطف هنا وهناك ورؤية هذا وذاك. إلا أن غنى الكلمة- عمقها وجمالها وروعتها وجلالها- لا يبدو لنا إلا إذا قصدنا إلى تمضية وقت معها والتأمل فيها ورؤية مختلف جوانبها وإعطاء الروح القدس الفرصة ليكشف لنا مكنوناتها.

هذا، إذن، كان الأسلوب الذي اتَّبعته:

1- اذكر النقطة: تأمل في الكلمة

2- اذكر الآية: مزمور 119: 97.

3- قدّم المثل: مثل الشمعة الصغيرة- لتبيّن الفرق بين القراءة والتأمُّل.

إذا كانت لديك عظة مؤلفة من ثلاث أو أربع نقاط فإنك تقدر أن تتّبع الأسلوب ذاته في كل نقطة. فبعد أن تبدأ بمقدّمة لموضوعك تقدّم النقاط الواحدة بعد الأخرى. فمثلاً:

كيف نملأ حياتنا بالكلمة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 10467