صفات المسيحي الحق
وإذ نتقدم إلى الإصحاح الرابع من هذه الرسالة إلى الإصحاح الرابع من هذه الرسالة نجد مميزات وصفات من كان المسيح حياتهم. فنرى في الأعداد الثلاثة الأولى تحريضات الرسول على الثبات في الرب والاتحاد والشركة، الأشياء التي كان يوجهها إلى أفراد بينهم. بعد ذلك يتقدم لسرد الصفات التي هي أكثر ميزة من السابقة وهي الفرح في الرب كل حين، وللتأكيد يكرر هذا القول ثانية "وأقول أيضاً افرحوا". لاحظ أيها القارئ دقة التعبير فإنه لا يطلب الفرح في يسوع كالمخلص بل في الرب في ذاك الذي ألبسه الله قوة وسلطاناً يستخدمها لأجل شعبه. هذا الفرح كان ميزة الرسول الذي كان المسيح حياته ويمكننا أن نرى ذلك في استعراض بعض ظروفه. فإذ كان في قوة الله علم ما قاله الرب لبيلاطس بأنه ليست قوة إلا التي يعطيها الله من فوق أيقن بأن أسره لم يكن متوقفاً على أمر نيرون بل على أمر السيد الجالس عن يمين الله. فاستطاع أن يفرح لأنه علم بأن أسره كان موافقاً لإرادة سيده. يا لها من بركة ننالها إذا جعلنا كل شيء مقترناً بإرادة الرب لأننا إن عملنا هكذا نستطيع أن نفرح في كل حين.
أما الصفة الثانية فنراها في هذه الكلمات "ليكن حلمكم معروفاً عند جميع الناس" وليس من الصعب أن نكون هكذا ما دمنا نسير في قوة الروح ولاسيما عندما نذكر تلك الكلمات التي قالها الرسول "الرب قريب" والرسول يقصد بهذه الكلمات الأخيرة بأن الرب قريب في مجيئه لقديسيه وليس كما يقول البعض بأن الرب قريب منا هنا في الحياة. ولا شك أن هذا القول صحيح في ذاته ولكنه ليس المقصود ههنا. وإذ نعيش تحت تأثير انتظار مجيء الرب نتخلص من الإصرار والإلحاح بما لنا. وعند ذلك نستطيع أن نكون حُلماء مع الجميع والرب نفسه قدوة لنا في ذلك. وكل إنسان يُظهر المسيح يُري أنه سائر في آثار خطواته. إنه أمر عجيب أن كل مظهر من مظاهر حياته يمكن أن يُرى في حياتنا فلا نطالب بشيء ولا نُصّر على حق لنا بل أن نكون أسخياء في كل حين راغبين في أن حياة المسيح تظهر في أجسادنا بموتنا معه.
- عدد الزيارات: 4988