مسعى بولس الرسول
وإذ ملأ المسيح نفسه لم يستطع أن يرى شيئاً آخر بسبب مجد النور الذي سطع عليه. ولهذا فقد كرّس نفسه لكي يتمم فكر الله من جهته كما هو مسطر في مقاصده التي أعلنها له. فكان للرسول غرض واحد ومقصد واحد وغاية واحدة. وغايته كانت متفقة تماماً مع غاية المسيح من نحوه لأنه يقول "أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضاً المسيح يسوع" ولا ننسى أن الرسول في هذه الحال هو قدوة لجميع المسيحيين لأنه يقول أيضاً "كونوا متمثلين بي معاً أيها الأخوة ولاحظوا الذين يسيرون هكذا بينكم كما نحن عندكم قدوة" فلن نستطيع إذن أيها القارئ الحبيب أن نكون في فكر المسيح ما لم نكن سائرين على هذا الاعتبار في آثار خطوات بولس لأنه ظاهر أنه ليس لدى الله غاية للمسيحي أقل من المطابقة الكاملة لصورة ابن محبته. فلنسأل أنفسنا أهذه غايتنا نحن أيضاً؟ أهذه الغاية هي التي نسعى لأجلها؟ إن تغيير الأجساد هو من عمل الرب نفسه وسيتم ذلك عند مجيئه. ولكن توجد وسائط في مقدورنا الحصول عليها لننمو نمواً أدبياً لنكون مشابهين له الآن وهذا يتم بواسطة النظر إلى مجده (2كو3: 18) يا ليت الرب يُظهر نفسه لكل واحد منا ولقلوب شعبه المحبوب حتى ننسبي وننحصر دواماً في النظر إلى مجده والاسترسال فيه.
- عدد الزيارات: 2999