الأمل في السماء
وترينا الأعداد الأخيرة من الإصحاح الثالث موطن عواطف الرسول وسر تكريسه نفسه لله. فبعد أن عبّر عما كان يخالجه من الحزن بسبب أولئك الذين أصبحوا أعداء صليب المسيح ولا فكر لهم إلا في الأرضيات قال "عن سيرتنا نحن (وذلك بالمقارنة مع من سبق ذكرهم) هي في السموات التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شيء" (عدد20 و21) من هذا نتعلم بأن رغبات الرسول وآماله في الحياة كانت في السموات وكل ما ينتظره في المستقبل هو مجيء الرب المبارك الذي سيغير جسده على صورة جسد مجده بقوة حياة قيامته. فكان يسعى بكل جهده ليصل إلى ذلك الغرض المجيد.
ولا تنسَ أيها القارئ بأن القوة التي عملت في الرسول في حياته اليومية كانت صادرة من المسيح الممجد التي كانت تعمل في نفسه وتثمر فيه تلك الثمار المباركة التي استُعلنت في إظهاره أن المسيح حياته.
- عدد الزيارات: 3237