Skip to main content

الصعوبة الثالثة والعشرون

أنا مرتد عن طريق الرب، وأخشى أن أكون قد سقطت في الخطية التي لا غفران لها؟

ما هي الخطية التي لا غفران لها؟ يجيب الرب بنفسه على هذا التساؤل بوضوح في مرقس 3: 29و 30 "ولكن من جدّف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد، بل هو مستوجب دينونة أبدية، لأنهم قالوا أن معه روحاً نجساً".

وفي متى 12: 28 قال الرب: "أنا بروح الله أخرج الشياطين" ولكن الفريسيين قالوا: "هذا لا يُخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين" (ع24). والحقيقة أن هؤلاء الناس دعوا روح الله أنه رئيس الشياطين! وهذا هو التجديف بعينه الذي لا غفران له، لأنهم ينسبون معجزات المسيح إلى أنها أعمال إبليس.

ومن الواضح أن الذي يطلب المسيح مخلصاً له، مهما كانت حالة ارتداده، فإنه لم يقترف تلك الخطية- أي خطية الارتداد. فكيف يمكن له أن يؤمن بشخص يقول عنه أنه كان يتحرك بقوة إبليس لكي يكون مُخلّصاً له، فإن كنت لا أثق في شخص أن أعطيه قيادة سيارتي ليوم واحد فكم بالحري في الشخص الذي أعطيه ثقتي في أمر خلاص نفسي الأبدي؟

ولكن ربما نفساً مضطربة تقول إنني أخطأت كثيراً، وذهبت إلى أقصى بُعد في ارتدادي وطال انغماسي وشري. ونحن نجيب إنه ليس بوسعك أن تحتمل مثل هذا الشعور القوي والحاد. وليس هناك شيء يقودنا إلى التذلل والانكسار بحزن مثل الرجوع بالمحبة للرب، فمهما كانت حالة ارتدادنا فإنه لا يغير قلب الله من نحونا، مكتوب: "إنه أحب خاصته الذين في العالم أحبهم إلى المنتهى" (يو 13: 1).

فيا له من أمر يضعني بخجل

أن أجدك كما أنت لا تتبدل

ومن الطبيعي أنه إذا كان لي صديق عزيز وتعاملت معه بطريقة مجحفة أو تكلمت معه بأسلوب غير مهذب، فمع شعوري بالحزن أحب أن أعرف كيف يفكر من جهتي؟

وعادة ما يكون شعور النفس المسكينة المرتدة عن الله وهي تدين ذاتها وتحكم على طرقها المهينة لله، أن تتساءل كيف يفكر الله من جهتها؟

نعم إنه يفكر فيك هذا الفكر دائماً "لأني عرفت الأفكار التي أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب أفكار سلام لا شر لأعطيكم آخرة ورجاء" (أر29: 11). إنه عرف من البداية رداءة تاريخك وأعطاك أيضاً دمه الغالي ليفديك.

أقول إنه على الرغم من كل ما أنا عليه، وما يجب أن أكون عليه أيضاً، فإنه "أحبني وأسلم نفسه لأجلي"

  • عدد الزيارات: 2394