حواجز محبة الله
(دا 5)
يظن بعضهم أن طريق الشر والشيطان، طريق الخطية والجحيم، هي طريق سهلة ممهدة يندفع فيها الإنسان دون عائق أو مانع.فيعيش الواحد منهم حياته اليومية كما يريد دون أن يسأل عن الله أو عن الأبدية و يتصور أن كل شيء يسير على ما يرام.ليس من يطالب وليس من يسأل.ولكن هذا خطأ.أن كان هذا هو نوع تفكيرك يا أخي فأنت على ضلال.أؤكد لك أن طريق الخطية محفوفة بالعراقيل والعقبات، وان فيها الكثير من الحواجز التي تضعها محبة الله في الطريق الإنسان.و على كل حاجز مكتوب "أرجع من حيث أتيت".والقصد هو بالطبع إرجاع الإنسان عن طرقه الردية إلى الله الذي يحبه ولا يريد هلاكه.
يرجع الخاطئ أحيانا عند أول حاجز فيدير ظهره إلى الخطية و يتوجه إلى يسوع و صلبيه حيث يطهر من كل خطية و هكذا يسير في طريق الحياة والسعادة.
واحيانا أخرى يرفس الإنسان عدة حواجز ولكنه بعد ذلك يثوب إلى رشده و يقفل راجعا من حيث أتى . غير أن بعضا لا يبالون إطلاقا فيرفسون حاجز بعد الأخر و يدوسونه بأقدامهم.أنهم يرفضون كل الإنذارات والتحذيرات و يندفعون بقوة نحو الهلاك.لكن محبة الله تبقى تلاحقهم حتى الحافة لعلهم يرعوون ويرجعون.وما أكثر الذين يمضون في طريقهم غير سائلين و غير آبهين بتوسلات المحبة.هذا عين ما حدث مع بيلشاصر الملك فاحترز أذن وانتبه إلى الحواجز التي تضعها محبة الله في طريقك لئلا يصيبك الموت والدمار .
إليك الآن بعضا من هذه الحواجز:
الحاجز الأول هو احد أقربائك المتجددين
الذين اختبروا نعمة الله و خلاصه بالمسيح . يقول لك الله أنظر إلى حياته كيف كانت و كيف صارت، انظر إلى التغير الذي حصل له واتعظ .. قد يكون هذا القريب أباك في الجسد أو ربما جدك.أي نفس القرابة التي كانت تربط بيلشاصر بنبوخذنصر .كان نبوخذنصر جده قد اهتدى إلى الله و تاب عن كبريائه و شره و قال بالحرف الواحد: "أنا نبوخذنصر رفعت عيني إلى السماء فرجع إلي عقلي و باركت العلي و سبَّحت و حمدت الحيّ إلى الأبد الذي سلطانه سلطان أبدي و ملكوته إلى دور فدور".و قد سمع الكثيرين شهادته و تأثروا بها ما عدا بيلشاصر الذي ازداد قساوة وابى الاتعاظ والاعتبار بما حدث لجده.لهذا قال له الله: "وانت يا بيلشاصر ابنه لم تضع قلبك مع إنك عرفت كل هذا ." أخي، إياك والوقوع في نفس الخطأ.فلو قبل بيلشاصر شهادة جدّه لاختبر الحياة والسعادة الحقيقيتين.
على أن القريب ليس مقتصرا على أبيك أو جدك.فقد يكون زوجتك أو اخاك أو سواهم . فأنا كان هذا القريب عليك بالاتعاظ لأن كل ما كتب في الكتاب المقدس كتب لأجل تعليمنا.
الحاجز الثاني هو احد الكارزين المخلصين .
هذا أيضا كان متوفرا للملك بيلشاصر.فأنه كان يعرف دانيال رجل الله و سمع كرازته مرارا لكنه كان دائما يدير أذنا صماء.طبعا هو حر ولكنه ليس معذورا.فالله يوفر المبشر ولكنه لا يرغم المرء على القبول والإيمان.قد يكون الكاتب الآن هو الكارز الذي هيأه لك الله لتقرأ بواسطته رسالة الحياة.أو بكلام آخر، قد يكون هو الحاجز الذي وضعه الله في الطريق وانت تقرأ الآن.فلا تتجاهل أو تتناس أن الرب يوقظك من غفلتك و يفتح عينيك على الحق.أنه يريد أن يؤكد لك محبته و رغبته في خلاص نفسك الثمينة العزيزة.
ليس من الضروري أن يكون هذا الكارز من القسوس أو رجال الدين فقط.فقد يكون واحدا من العلمانيين المؤمنين الذين اختبروا الرب في حياتهم.وما عليك إلا قبول رسالة إنجيل المحبة أيا كان حاملها.
أما الحاجز الثالث فهو الضمير الموبخ .
كانت الوليمة التي أقامها الملك لعظمائه وليمة كبرى وسط قصر تحيط به الجنائن المعلقة.الضيوف يعدون بالألوف والكؤوس تصادم الكؤوس والخمرة تلعب بالرؤوس .
و فجأة أصدر الملك أمره بإحضار آنية بيت الرب المقدسة لاستخدامها لشرب الخمر.ولا شك أن ضميره جعله يتردد قليلا قبل إصدار أمره، و فكر الله و هيكله وانيته المقدسة .و كان ضميره استيقظ للحظة وللمرة الأخيرة.و كان في وسعه أن يصغي لندائه ولكنه لم يفعل، بل قسي قلبه و شرب الخمر و سبه آلهة الذهب والفضة.و تلك كانت فرصته الأخيرة.تلك كانت فرصته الأخيرة.فلقد امتدت يد الله و كتبت مصيره أمام عينيه فقتل في تلك الليلة.
أخي إذا رفضت حواجز محبة الله فأنت تحكم على نفسك بالهلاك وان هلكت فأنت تهلك بمحض أرادتك لأن الله لم يترك وسيلة إلا واستخدمها في سبيل إرجاعك إلى طريقه.ولكنك لم تسمع ولم تقتنع.أما أن اتعظت فأنك تربح نفسك و تفرح السماء بخلاصك و تكون قد برهنت عن كونك حكيما تقدّر عمل محبة الله في المسيح لأجلك .
صـــلاة: نشكرك اللهم لأجل العراقيل والحواجز التي تضعها في طريق كل منا: حواجز المحبة التي وضعتها لخيرنا.فلا تسمح أن نرفضها أو نرفسها بأقدامنا بل أعطنا أن نرجع و نتوب إليك و نقبل عطيتك المجانية بصليب ربنا يسوع المسيح.اسمع واستجب لنا إكراما لاسمه العظيم.آمين .
- عدد الزيارات: 3174