Skip to main content

عام جديد سعيد

(2 كو 5: 17)

صبيّ في العاشر صحب أمه ذات سبت إلى السوق لتشتري له ثيابا.ولدى عودته إلى المنـزل أحس بعاملين متناقضين يتنازعانه: عامل الابتهاج و عامل الانـزعاج.ابتهج لحصوله على ثوب جديد وانـزعج لعدم قدرته على الظهور به في اللحظة عينها.فما كان منه إلا أن انتحى بأمه واعرب لها عما كان يشغل قلبه ولبه، قال: "أنتظر بفارغ الصبر انبلاج صباح غد لا تمكن من لبس ثوبي الجديد".

قارئي العزيز! قد تقول: "و هل يتوقع من ولد غير هذا؟" صحيح.لكن لا يغربنَّ عن بالك أن البشر كبارا و صغارا يرغبون في الأشياء الجديدة.من منا لا يفرح بالبدلة الجديدة والحذاء الجديد والبيت الجديد والأثاث الجديد والسيارة الجديدة الخ.؟ ثم ألسنا نسر عندما يطل علينا العام الجديد و نتبادل التهاني والأماني رجاه أن تكون سنتنا المقبلة خيرا من المدبرة؟

مع هذا ألفت انتباهك إلى أن لا شيء على الأرض _ مهما بلغت جدته _ يبقى جديدا على الدوام .

فالجديد اليوم يصبح عتيقا غدا، والجذاب اليوم يفقد رونقه و جاذبيته عاجلا أم أجلا.هكذا هو شأن الأرضيات كلها.ولو لم يكن الأمر كذلك لما كنت تتمنى: "حبذا لو يحتفظ الجديد بجدته والجذاب بجاذبيته والنضر بنضارته".

وامنيتك هذه مستحيلة لأنها فوق طاقة البشر.لكنها ليست مستحيلة على رب البشر و مخلصهم _ يسوع المسيح الذي قال: "ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا".لذلك جاء خصيصا ليهبنا ما نتوق إليه و نتمناه لأنفسنا وللآخرين _ جاء ليقدم لنا الجديد الذي له صفة الديمومة والبقاء والذي لا يتأثر بعوامل الطبيعية والزمن و سواها.جاء ليعطيك قلبا جديدا، و حياة جديدة، و فرحا جديدا، و رجاء جديدا، و روحا جديدا.و هذا كلها لا تدوم دوام الحياة الأرضية و حسب بل تستمر معنا و فينا إلى الأبد والدهر

كيف يتم هذا؟

يقول الرسول بولس في رسالته الثانية إلى كنيسة كورنثوس 5: 17 "إذا أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت.هو ذا الكل قد صار جديدا".ولكن تدخل في المسيح عليك أن تسمح للمسيح أن يدخل فيك من باب الولادة الروحية .قال الرب: "أن كان أحد لا يولد من فوق (من جديد) لا يقدر أن يرى ملكوت الله".و قد أوضح بعد ذلك أن هذا الاختبار يتم بالتوبة الصادقة والاعتراف بالخطية والاستجابة لعمل الروح القدس في أعماق القلب.

فإذا شئت أن تكون سنتك سنة جديدة قولا و عملا فما عليك إلا قبول ما أتى المسيح ليزودك به _ أعني حياة جديدة و مديدة بفضل نعمته الغنية و محبته الأزلية التي أحبك بها بموت ابنه على الصليب و قيامته من بين الأموات.

هذا ما أتمناه لك من كل قلبي، و عليه أقول لك:

عاما سعيدا و قلبا جديدا

صـــلاة: يا رب، هبني القلب الجديد الذي لا يتأثر بعوامل الزمن، واعطني أن أحيا الحياة الجديدة لكي يكون لي حظ السكنى معك في سمائك الجديدة.باسم يسوع.آمين.

  • عدد الزيارات: 3048