Skip to main content

ميتتان لا غير

(يو 8:24)

(عب 11: 13)

أخي القارئ

هل ذهبت قط إلى مقبرة؟و هل تأملت حالة ساكنيها؟ هل خطر لك في بال أن الراقدين في تراب الأرض كانوا مثلك و مثلي ممتلئين صحة و حيوية و نشاطا؟ هل فكرت أنه كانت لهم عقول تفكر و قلوب تنبض و دماء تجري في عروقهم؟ ولكن أين هم اليوم؟ أنهم في أرض السكوت والسكون .

نعم ماتوا، وانت أيضا ستموت.أن كلمة الله تقول "وضع للناس أن يموتوا مرة ..." فضلا عن أن الموت هو من نتائج الخطية البغيضة.

كيف ستموت؟ لا أدري

أين ستموت؟ لا أدري

متى ستموت! لا أدري.لكن أعلم شيئا واحدا وهو انك ستموت.و هذه الحقيقة تؤيدها الأسفار المقدسة كما يؤيدها الاختبار.فالإنسان سيموت حتى وان كان لا يحب الموت.سيموت حتى ولو تناسى الموت.سيموت مهما حافظ على نفسه و صحته واؤكد لك أن هناك ميتتين لا ثالثة لهما.

الميتة الأولى هي الموت في الخطية .

قال الرب يسوع "أن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم". وما المقصود بعبارة "تموتوا في خطاياكم؟" أنها تعني قبل كل شيء أن الذي عاش منفصلا عن الله في الحياة الدنيا سيبقى منفصلا عنه إلى الأبد.فالموت معناه الانفصال و يا لهول المصير.أن المسيح رب المجد لم يستطع أن يحتمل الانفصال للحظات عن الآب فصرخ على الصليب قائلا: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" فما عساك أن تحتمل ما لم يحتمله المسيح؟ فكر قليلا...

ثم الموت في الخطية معناه انك ستجتاز الجسر الذي يربط الزمن بالأبد وحيدا دونما رفيق أوانيس . أي أنك ستعبر وادي ظل الموت بكل ما فيه من مخاوف واهوال وليس من يعينك أو يعضدك. بعكس داود النبي الذي كان واثقا من رعاية الرب و رفقته له فقال "أن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا ." ثم الموت في الخطية يعني الذهاب إلى العقاب والعذاب في نار أبدية لا تطفئ.ما أرهب المثول أمام الله والوقوف بين يديه.يقول كاتب رسالة العبرانيين: "إلهنا نار أكلة ... مخيف هو الوقوع بين يدي الله الحي".

و يعني الموت في الخطية أيضا أن الداخلين إلى الأبدية المظلمة لا خروج لهم من هناك وما عليهم، على حد قول دانتي، إلا أن يقطعوا الرجاء ...

أما الميتة الثانية فهي الموت في الإيمان .

على غرار ميتة أبطال الإيمان المدونة سيرتهم في الإصحاح 11 من الرسالة إلى العبرانيين.تقول الرسالة "هؤلاء كلهم ماتوا في الإيمان".والفت انتباهك، أخي الحبيب، إلى أن هؤلاء عاشوا في الإيمان قبل أن يموتوا في الإيمان.أنت لا تقدر أن تعيش في الخطية و تموت في الإيمان.والموت في الإيمان معناه أن تموت واثقا في يسوع كما قال الرسول بولس: "أنا عالم بمن أمنت ..." و معناه أيضا أن تموت عالما أنك ذاهب إلى المكان الأفضل جدا وانك تذهب، لا إلى دين غضوب، بل إلى آب محب قد أعد لك ملكوتا منذ تأسيس العالم.و معناه كذلك أن تموت فرحا غير خائف لان المسيح حررك من عبودية الخوف من الموت.و يعني بالتالي أنك تموت على رجاء القيامة من الأموات بجسد ممجد على شبه جسد قيامة المسيح.ولا أنسى أن أذكرك أن الموت في الإيمان معناه أيضا الراحة والغبطة والسعادة لانه "طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن.نعم يقول الروح، لكي يستريحوا من أتعابهم"

الإنسان هو الذي يختار الميتة التي يشاء.فهو يستطيع أن يموت في الخطية أوان يموت في الإيمان . و هذا أمر يتقرر برفض المسيح أو قبوله.أني أنصحك بقبوله مخلصا و ربا و صديقا و بوضع ثقتك كاملة بمن هو مجدرة بكل ثقة.قل له بكلمات المرنم "أمنت يا ربي فقو ايماني ..."

صـــلاة: نشكرك اللهم لأجل فرصة الحياة.و نشكرك لأنك خلقتنا أحرارا مخيرين واضعا أمامنا الحياة والموت.ساعدنا كي نختارك و نؤمن بك و نعيش لك حياة الإيمان حتى عندما تدنو ساعة المنون نموت كما مات قديسون بالإيمان.باسم المسيح فادينا آمين .

  • عدد الزيارات: 3072