Skip to main content

إني فخور بالإنجيل

(رو 1: 16- 17)

الكلمة "إنجيل" كلمة قديما جدا كانت معروفة منذ ما قبل المسيح.والحق يقال أن معنى هذه الكلمة قد تطور و تغير مع الزمن إلى أن وصل إلى وصل إليه في أيام المسيح.كانت الكلمة تعني في البداية الحلوان أو الاكرامية التي تقدم لحامل بشارة مفرحة ثم أصبح معناها القربان الذي يقدم للالهة على أثر سماع بشارة طيبة.و بعد ذلك صار معناها البشارة المفرحة بعينها.بهذا المعنى الأخير استعملت الكلمة "إنجيل" في العهد الجديد.و سبب كون الإنجيل مفرحا هو انه يدور حول شخص المسيح.بكلام آخر، إنجيل المسيح يدور حول مسيح الإنجيل.و هذا يتفق مع ما قاله الملاك عند ولادة المخلص: "ها أنا أبشركم بفرح عظيم ..."

فمن حق بولس الرسول، و من حقنا أيضا، أن نفتخر بالإنجيل قائلين: لست استحي بإنجيل المسيح ... والأسباب التي يوردها الرسول هي:

1 – أنه إنجيل النبوات .

أنه "إنجيل الله الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة عن ابنه ..." أنه إنجيل المسيحالمسيح هو اللقب الذي أطلقه العهد القديم على يسوع ابن الله: و هذا يعني أن المسيحية ليست ديانة ارتجالية ولا هي ظهرت بظهور مؤسسها كغيرها من الديانات، بل هي ديانة قديمة جدا سبق الأنبياء فتحدثوا عنها قبل مجيء الرب بمئات السنين.هذا إذا لم نذكر أن الأنبياء تحدثوا عن أزلية المسيح، الأمر الذي يجعل الإنجيل أزليا أي كان في قلب الله منذ ما قبل القبلية، قبل الدهور والعصور.

الا ترى معي أيها القارئ العزيز أن المسيحية لها أساسها المتين القوي؟ لهذا قال الرب "وابواب الجحيم لن تقوى عليها ." .

والإنجيل هذا مبني أيضا على دعائم واركان غير متزعزعة عنين موت المسيح على الصليب و دفنه و قيامته.الصليب هو قلب المسيحية و بدونه لا قيمة للمسيحية أو للإنجيل.يقترح علينا البعض أن نتخلى عن فكرة الصلب ظنا منهم أن الأمر في في غاية السهولة.و ينسى هؤلاء أن الصليب كان وما زال عثرة للكثيرين.هكذا كان الحال مع صالبي المسيح و هكذا هو الحال مع من أعمى الشيطان عيونهم لكي لا يروا نور إنجيل مجد المسيح .

2-أنه إنجيل النجاة .

أنه قوة الله للخلاص، على حد قول الرسول العظيم.و عندما نذكر النجاة أو الخلاص نحن نقصد أن في الإنجيل قوة للإنقاذ – إنقاذ الإنسان العزيز على قلب الله.و هل هناك أجمل من كلمة إنقاذ؟ عندما تحصل كارثة في مكان ما في العالم تسرع فرق الإنقاذ إلى نجدة المصابين والمنكوبين.و كلما تم إنقاذ فرد فرح العالم و هلل.

أن عملية الإنقاذ التي جاء المسيح لأجلها هي أعظم بما لا يقاس من كل الإنقاذ الأخرى.ذلك لان خلاص الرب يسوع هو خلاص روحي وادبي و فكري و جسمي واجتماعي و يمس الحياة الأرضية والحياة الأبدية معا.كثيرون من الناس حاولوا على مر التاريخ أن ينجزوا ولو شيئا واحدا مما أنجزه يسوع لكنهم أخفقوا.فلما جاء يسوع تمم كل ما كانوا يصبون إليه و كل ما كان يراود أفكارهم.فالإنجيل، إذا، هو انجيل النبوات وانجيل النجاة حاضرا و مستقبلا.

3-أنه إنجيل المساواة .

"إنجيل الخلاص لكل من يؤمن".قبل مجيء المسيح ظن اليهود أن الله لهم دون سواهم لدرجة أنهم قالوا الله خلق الأمم لتكون و قودا لجهنم.أما هم فلهم الخلاص ولن يهلك منهم أحد، ولا سيما وان إبراهيم، على حد زعمهم، سيجلس على باب الجحيم ليمنع كل من يراه منهم عن الدخول.و نفس هذا الخطأ ارتكبه المسيحيون في فترات مختلفة من التاريخ، لكن الله غير مقيد بآراء البشر و قد علم في كلمته أن البشارة هي للجميع بدون استثناء لأن ليس عند الله محاباة فالإنجيل هو للغني والفقير، للعالم والجاهل، للذكر والأنثى، للكبير والصغير، وللأسود والأبيض.هنا تقول الآية "أن الإنجيل هو لكل من يؤمن" أي للجميع تحت شرط واحد ألا وهو الإيمان بمسيح الإنجيل.

على هذا الأساس أدعوك يا أخي إلى يسوع بإيمان قلبي مسلما حياتك له فتختبر معنى الخلاص النابع من قوة الإنجيل و عندئذ فقط يمكنك الاشتراك مع الرسول بالقول:

"لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن".

صـــلاة: ألهنا الصالح أجعل قوة الإنجيل أن تتسرب إلى كل من يسمع أو يقرأ كلمتك لتبعث فيه الحياة والنجاة، لأن هذه هي مشيئتك أن الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون. اسمعنا يا أبانا السماوي لأجل المسيح.آمين .

  • عدد الزيارات: 3144