Skip to main content

خضوع أساسه الحب للزوج المحب

"نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً" (1يو 4: 19).

وحبنا له يدفعنا لطاعة وصاياه "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي" (يو 14: 15).

هذا يأتي بنا إلى الحديث عن ضرورة احترام المرأة لزوجها كما قال بولس الرسول "وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه وأما المرأة فلتهب رجلها" (أف 5: 33).

واحترام المرأة لرجلها يعني تقديرها له, وإكرامها لشخصه, ومعرفتها بقدراته وهو نابع أصلاً من احترام الرجل لها, ومن إكرامه لشخصها, ومعرفته بقدراتها.. وهو نابع فوق ذلك من كيفية حديثه معها ومعاملته لها.

إن الزوج الذي يستخدم في أحاديثه ألفاظاً سوقية, ويترجم غضبه بكلمات جارحة نابية لا يمكن أن يحظى باحترام زوجته, لكن الزوج الذي يختبر كلماته فتخرج مهذبة رصينة نظيفة لطيفة يحظى بتقدير زوجته واحترامها وهيبتها له.

ولا بد هنا أن أنبر على حقيقة طالما فاتت الكثيرين, وكان الجهل بخطورتها سبباً في تصدع بنيان بيوتهم وانهيارها, هذه الحقيقة هي أنه إذا تسرب الاحتقار إلى قلب المرأة لشريك حياتها, كان هذا نذير ببداية تصدع حياتها الزوجية.

نقرأ في سفر صموئيل الثاني هذه الكلمات "فذهب داود وأصعد تابوت الله.. كان كلما خطا حاملوا تابوت الرب ست خطوات يذبح ثوراً وعجلاً معلوفاً وكان داود يرقص بكل قوته أمام الرب,. وكان داود متنطقاً بأفود من كتان ولما دخل تابوت الرب مدينة داود أشرفت ميكال بنت شاول لاستقبال داود وقالت ما كان أكرم ملك إسرائيل اليوم حيث تكشف اليوم في أعين إماء عبيده كما يتكشف أحد السفهاء. فقال داود مكيال إنما أمام الرب الذي اختارني دون أبيك ودون كل بيته ليقيمني رئيساً على شعب الرب إسرائيل. فلعبت أمام الرب. وإني أتصاغر دون ذلك وأكون وضيعاً في عيني نفسي وأما عند الإماء التي ذكرت فأتمجد, ولم يكن لمكيال بني شاول ولد إلى يوم موتها" (2 صم 6: 12 - 23).

لقد تهدمت حياة مكيال باحتقار زوجها بغير سبب صحيح في قلبها, ثم ظهر هذا الاحتقار مكشوفاً في حديثها إليه بعد عودته ليبارك بيته, ورد عليها داود بقسوة وأراها أن تصاغره هو أمام الرب.. ويبدو من الحديث في عدد 23 أنه امتنع من ذلك اليوم من معاشرتها كزوجة ولذا "لم يكن لمكيال بنت شاول ولد إلى يوم موتها". وهكذا دمرت حياتها باحتقارها لزوجها على غير أساس عادل لهذا الاحتقار.

فقبل الإقدام على الزواج عليك أن تعرف مركزك وعليك أن تعرفي مركزك إن كانت رغبة كل منكما هي الزواج السعيد.


(4) ارسم في ذهنك صورة لشريكة حياتك, وارسمي في ذهنك صورة لشريك حياتك:

أنا لا أوافق سقراط على قوله المشهور "تزوج أيها الشاب على أية حال, فإن تزوجت امرأة صالحة حظيت ببركة مزدوجة, وإن تزوجت امرأة حمقاء صرت فيلسوفاً". ذلك أنني أعتقد أن الله يريد أن يعطي المؤمن الأمين الخاضع لكلمته زوجة متعقلة تملأ حياته سعادة "البيت والثروة ميراث من الآباء. أما الزوجة المتعقلة فمن عند الرب" (أم 19: 14) وما يقال للشاب يقال للفتاة.

ونصيحتي إليك أن ترسم في ذهنك للفتاة التي تريدها زوجة تشارك رحلة الحياة وأن ترسمي صورة في ذهنك للفتى الذي تريدينه زوجاً يشارك رحلة حياتك.

واذكر أن الفتاة التي ستختارها, إما أن تساعدك على التقدم والنجاح في الحياة وإما أن تحطم آمالك وتدمر طموحك, وتسلبك ثقتك بنفسك. واذكر أيضاً أن الفتاة التي ستختارها ستكون أماً لأولادك ستتولى تربيتهم, وبنيان شخصياتهم وإعطائهم القيم التي يعيشون بها في الحياة.

واذكري يا فتاتي أن الشاب الذي ستوافقين على الزواج منه إما أن يساعدك على تحقيق طموحك وآمالك, وإما أن يدخل معك في صراع يدمرك. واذكري كذلك أنه سيكون أباً لأولادك يأخذونه مثالاً وقدوة ويتعلمون منه قيم الحياة لذلك اجسلي وارسمي الصورة التي تريدينها في ذهنك.

إن شريك الحياة الذي يملأ حياتك سعادة وهناء واستقرار هو ذاك الذي قالت فتاة مقبلة على الزواج في وصفه:

(1)        شخص يملأ فراغ حياتي ويخفف علي إحساسي بوحدتي.

(2)        شخص أستودعه أسراري, ولا يتأفف من حديثي عن آلامي ومشاكلي وآمالي.

(3)        شخص يحترم مشاعري, ويفهم عواطفي, ويقدر أفكاري وإمكانياتي.

(4)        شخص يقدر مواهبي, وجهودي, ومنجزاتي.

(5)        شخص يساعدني – دون أن يلغي شخصيته – على اتخاذ قراراتي.

(6)        شخص يلهب طموحي ويدفعني للأمام وإلى الارتقاء بحياتي.

(7)        شخص أعتمد عليه ويعتمد علي ويكون شريكي بحق في رحلة حياتي.

(8)        شخص يزيد من ثقتي بنفسي, ور يغار أو يخاف من نجاحي.

(9)        شخص يسندني في تجاربي, ويشجعني في أزماتي, ويعزيني في أحزاني.

(10)   شخص يقبلني بسرور كما أنا بكل قصوري ونقصاني وضعفاتي.

(11)   شخص يعتبر نجاحي نجاحه, ويعجب بقدراتي ويشعرني بأهميتي.

(12)   شخص يحبني حباً صافياً حقيقياً, ويظهر حبه في أمانته, وصبره, ومجاملاته, وغفرانه, وإخلاصه, وانسجامه معي.

(13)   شخص يشبع حاجات جسدي.

(14)   شخص أعيش معه بروحي, ونفسي, وجسدي, وعقلي.. لا بمجرد جسدي.

وفي اعتقاد أن هذه هي الصورة لشريك الحياة, أو شريكة الحياة, في كل زواج سعيد.. ومن أسف أن الكثيرين من الشبان والشابات تغيب عنهم رؤية هذه الصورة المتكاملة, فيكتفون بجانب منها, ويتزوج الواحد منهم, أو الواحدة منهن على أسس مصلحية مادية, أو على أسس أسرية اجتماعية أو على أسس جسدية جمالية, بغير اعتبار لهذه العناصر الأساسية لكل زواج ناجح سعيد ومن هنا تنمو أعشاب التعاسة في حياتهم مع الأيام.


(5) اعرف جيداً الحاجات الأساسية لزوجتك, واعرفي جيداً الحاجات الأساسية لزوجك.

فما هي الحاجات الأساسية للمرأة؟

(أ) إنها تحتاج إلى قيادة روحية من زوج ثابت في إلهه

عندما كتب بولس كلماته "لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً هو رأس الكنيسة" كان يشير بوضوح إلى عمل الرجل في قيادة زوجته قيادة روحية.. ذلك لأنه ربط رئاسة الرجل للمرأة برئاسة المسيح للكنيسة, ورئاسة المسيح للكنيسة تعني قيادته الروحية لها. ولا يمكن أن يكون الزوج قائداً روحياً لزوجته إلا إذا كان ثابتاً في إلهه, متلذذاً بشخصه المبارك, يتلقى منه الإرشاد, ويبني اعتقاداته على نصوص واضحة من كلمة الله, ويطبق في حياته العملية ما يعتقد به باستمرار وثبات, فيظهر في حياته ثمر الروح, ويجعل بيته مركزاً لتعليم كلمة الرب, والعمل بها, فيكون شعاره "أسلك في كمال قلبي وفي وسط بيتي" (مز 101: 2) ويمتنع تماماً عن أقوال أو فعل يعثر زوجته ويشككها في قدرته على القيادة.

(ب) إنها تحتاج أن تعرف أنها تشبع الحاجات الأساسية في حياة زوجها بكيفية لا تستطيع امرأة أخرى أن تشبعها.

عندما خلق الله "المرأة" قال "فأصنع له معيناً نظيره" (تك 2: 18)

والمرأة لا يكفيها أن يقول لها زوجها إنه يحبها, أو أنها أهم شخص في حياته وإنما تريد أن تتأكد من أنها تشبع حاجات زوجها الأساسية بكيفية لا تستطيع امرأة أن تشبعها.

فهي تريد أن تكون سور الأمان لزوجها لمنعه عن اتخاذ أي قرارات طائشة لأتنها تعرف أن قراراته تؤثر في أمن حياتها واستقرارها, وهي تريد أن تتأكد من مدى تقدير زوجها لتأثيرها الإيجابي القوي على أولادها, فهي تغرس فيهم بذور الإيمان, وتعلمهم القيم الحقيقية في الحياة (2 تى 1: 5)

وهي تريد أن تكون صوت الإنذار لزوجها ضد أي امرأة أجنبية تحاول أن تجتذبه بملق شفتيها.

وهي تريد أن تتأكد من أنها تشبع حاجاته الجسدية دون شعور بالذنب.

وهي تريد أن تكون المرآة التي تعكس مستوى حياته الروحية.

(جـ) إنها تحتاج إلى التأكد من أن زوجها يعزها ويسر بها لذاتها.

إن إعزاز الرجل لزوجته وسروره بها يظهر في رؤيته لقيمتها العظمى كشخص يريد حمايتها ومدحها أمام الآخرين. إنه من المهم جداً أن تعرف زوجتك أنها جزء حيوي في حياتك, وأن إعزازك لها ليس بسبب ما تأخذه منها, بل لأجل شخصها.

إنها يقينً تحب أن تسمعك وأنت تعيد ذكر صفاتها الشخصية, ومميزاتها التي جذبتك إليها, وجعلتك تتأكد من قيادة الله الواضحة لك في اختيارها, وترد أن تعرف أن هذه الصفات والمميزات ما زالت مهمة بالنسبة إليك.


(6) إنها تحتاج إلى أن تعرف أنك تفهم جوانب قصورها وتحميها بمحبتك منها.

إن كل زوجة تشعر بحاجتها العميقة إلى فهم زوجها لها, وكثيرون من الأزواج يظنون أنهم يفهمون زوجاتهم, وهم في الواقع لا يفهمونهن. إن الكتاب المقدس يأمر الأزواج بضرورة فهم زوجاتهم "كذلكم أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهن كرامة كالكوارث معكم نعمة الحياة" (1 بط 3: 7)

إن هنالك جوانب قصور في حياة كل امرأة باعتبارها الإناء النسائي الأضعف.

فالمرأة تشعر بالفشل تحت الضغوط وتثق بسهول في الآخرين. وتشعر بالخوف بسبب اختياراتها السابقة في الحياة. وتهمل أحياناً مظهرها الخارجي, وتتبع عادات رديئة في الأكل, وتصرف المال بحماقة, وتتحدث كثيراً, وتخجل من مقابلة الناس, وتنقد نفسها نقداً هداماً, وتشعر بالضعف بعد المرض.

وواجب الزوج هو حمايتها في جوانب قصورها, وتشجيعها, وتقوية نقط ضعفها. إن الزوجة تريد أن يكون زوجها مدركاً لمدى قوتها وضعفها الروحي, والعقلي, والعاطفي, والجسدي, وأن تكون له الحكمة والشجاعة لتقديم الإرشاد لها بحب وحزم, حتى لا تفشل بسيرها إلى ما وراء قدراتها.

أحياناً تطلب الزوجة من الزوج شيئاً ليس في حاجة إليه, وهي تختبر بهذا مدى إدراك الزوج لحاجاتها الحقيقية ومخاوفها, وإذا أعطى الزوج لزوجته كل ما تريده فإنها ستفقد إحساسها بالأمن.

عليك أن تدرس زوجتك جيداً وتفهمها, لتعرف متى تكون حازما ومتى تكون ليناً, إن الحزم المصحوب بالحب سيضاعف احترام زوجتك لك, عندما يعرف كلاكما في روحه أنه يعمل الصواب.


(7) إنها تحتاج أن تعرف أنك تسر بتخصيص وقت ثمين لحديث دافىء شخصي معها.

لعله من أهم الحاجات الأساسية لزوجتك هو تبادل الأفكار والآراء والمعلومات معها في حديث شخصي لطيف.. والعلاقة الفكرية بين الرجل والمرأة لا تقوم إلا على أساس الوحدة الروحية, وهذه العلاقة من أهم الأسس للزواج السعيد.

عليك أن تعرف أنك حين تتزوج, وتعود إلى البيت فسيكون لدى زوجتك أشياء تحب أن تحدثك عنها أكثر مما تظن, وسرورها بمشاركتك في هذه الأشياء ينبع من معرفتها بأنك تسر بالاستمتاع لها. وأنك لا ترغب في عمل شيء آخر وإذا أحست بأن عقلك مشغول بشيء آخر فلن تتحدث, وستقوم بهذه التضحية إلى أن ترى مدى اهتمامك بالاستماع إلى حديث تافه من زائر وفد إليك, سيما إذا كان هذا الزائر امرأة... وسوف ترد حينئذ لك الصاع صاعين.

إن تخصيص وقت محدد لتبادل الحديث الحميم بين الزوجين هو أمر في غاية الأهمية, ويصل هذا الحديث إلى قمته حين تثق فيك زوجتك الثقة التي تجعلها تتحدث إليك بأعمق أسرار عواطفها.

إن كثيرات من الزوجات يحتفظن بمخاوف وعواطف عميقة لم يتحدثن بها قط إلى أزواجها, بسبب شعورهن بالخوف من رفض أزواجهن الاستماع إليهن أو بسبب معرفتهن أن أزواجهن لا جواب لديهم لمشاكلهن.


(6) إنها تحتاج أن تعرف أنك تدرك وجودها وحتى ولو كان عقلك مشغولاً بأمور أخرى.

إن إدراكك لوجود زوجتك هو التأكيد الذي تحتاج إليها لتتأكد من محبتك وحمايتك.

واذكر أن هذه كانت الصفة الأولى التي جذبت زوجتك إليك وأكدت لوالديها أنك خير زوج لها.

ويظهر إحساسك بوجودها في تصرفاتك اليومية معها.. في مساعدتها على ارتداء معطفها, في حمل أية أحمال ثقيلة بدلا منها, في طلب الطعام لها في المطاعم, في تقديمها بكيفية مناسبة ومحترمة لأصدقائك, من امتناعك عن استخدام الألفاظ الخشنة, أو النابية, أو الدخول في موضوعات غير مناسبة في حضرتها, في فتح باب السيارة لها, في اجلاسها على المقعد, في إخبارها بدقائق خط سيرك معها وتخطيطك لأي رحلة تقوم بها, بإجابتك أسئلتها لك بابتسام أمام الآخرين.,


(7) إنها تحتاج أن ترى بيقين أن عنصر جوهري في استثمار حياتها, وتوسيع وملء وإشباع آمالها.

إن العمل الرئيس للرأس في الجسد هو تدريب, وإنماء, وحماية سائر أعضاء الجسد, حتى يتمكن كياننا كله من القيام بأقصى وأجمل أهدافه, وبهذا المفهوم يجب أن يكون الزوج بالنسبة لزوجته.

ولكي تصل إلى هذا يجب أن تحاول تمييز الموهبة الروحية التي أعطاها الله لزوجتك, وأن تلاحظ بعناية تقدمها في إنماء, وإنماء بقية المواهب الروحية في شخصيتها.

عليك أن تحدد مسئولياتك ومسئولياتها في البيت, وأن تحاول توسيع آفاق مسئولياتها لترى باستمرار قيمة حياتها.

  • عدد الزيارات: 14488