Skip to main content

مقدمة

لطالما تساءل الملايين من الناس في كل زمان ومكان عن هذه الشخصية الفريدة التي حيرت العقول وأدهشت الألباب، فراح البعض يتساءلون والبعض يشكون والكثير يؤمنون ويسجدون لهذه الشخصية العجيبة الفريدة ألا وهي شخصية يسوع المسيح الذي يحتل المكانة الأولى في كلمة الله لا بل هو المركز والمحور الذي يدور حوله حديث الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد ففي القديم نرى النبوات والرموز وفي العهد الجديد نرى تحقيق هذه النبوات وتتميم الرموز وكما قال أحد المؤمنين الأفاضل " أن العهد الجديد مخبأ في العهد القديم والعهد القديم معلن في العهد الجديد " .

وسوف يجد القارئ في هذا الكتاب تجميعاً لنبوات العهد القديم التي تخص المسيح والتي دوّنت ما بين عام 2000-400 قبل الميلاد وكذلك تحقيقها كما ورد في العهد الجديد.

وقد تم ترتيب هذه النبوات وتحقيقها حسب التسلسل الكتابي من الآية الأولى من أول سفر في العهد القديم إلى آخر آية من آخر سفر في العهد الجديد، وبهذه الطريقة سيجد القارئ لذل ومتعة في دراسة النبوات وتحقيقها كما وردت عن المسيح في الكتاب المقدس.

صلاتي إلى الله أن يمنحك الحكمة والفهم وأنت تقرأ هذا الكتاب وكلّي أمل وثقة بأنه سيدخلك إلى مفهوم أعمق وأسمى عن هذا المخلص العظيم، الرب يسوع، له المجد.


تمهيد

من أجمل آيات الكتاب المقدس المختصة بالنبوات والتي تتكلم عن المسيح تلك الآية التي ورد ذكرها في سفر الأعمال: " ولما تمموا كل ما كتب عنه أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر " (أعمال 29:13).

إن هذه الآية هي أقوى وأشمل آية تشرح بطريقة واضحة تحقيق النبوات عن المسيح، لأنه بعد ما تمموا كل ما كان مكتوباً عنه أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر.

حقاً أن المسيح لم يأت إلى العالم دون تمهيد كما حدث مع الأنبياء الآخرين بل جاء بحسب خطة الله التي قصدها في ذاته قبل تأسيس العالم.وكانت النبوات بمثابة الإشارات التي تبيّن معالم الطريق التي تقود الناس إلى المسيح الذي تمت فيه كل النبوات فهو الذي قال: " إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح " (يوحنا 56:8). " موسى كتب عني " (يوحنا 46:5). و فيلبس يخاطب نثنائيل قائلاًًََ: " قد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنباء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة " (بوحنا 45:1).

و لما دنا من الصليب أعلن لتلاميذه عن تتميم النبوات التي ذكرت عنه بالقول " ها نحن صاعدون إلى صاعدون إلى أورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان " (لوقا 18:31).

ثم بعد قيامته ظهر لتلميذين كانا ذاهبين إلى عمواس فاقترب منهما يسوع وسألهما: " ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيين عابسين؟ " ثم قال لهما: " أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء أما كان ينبغي أن المسيح يتألّم بهذا ويدخل إلى مجده. ثم ابتدأ من موسى وجميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب " (لوقا 25:24).

ثم أيضاً بعد قيامته كان يذكّر التلاميذ غير المصدّقين بهذه الحقيقة العظيمة قائلاًَ لهم: " هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم " (لوقا 44:24-47). حقاً : " له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا " (أعمال 43:10).

ففي هذا الكتاب ستجد أكثر من ثلاثمائة وثمانون نبوة وردت في العهد القديم وقد تمّت جميها بطريقة عجائبية ومعجزية في شخص الرب يسوع المسيح، تسعة وأربعون منها تحققت في أسبوع آلام المسيح على الصليب.

وفيما يلي قصيدة شعرية تصف بصورة جميلة مسيح النبوات والرموز التي تشير له.

  • عدد الزيارات: 7554