الخاتمة
لاشك عزيزي القارئ أنك سمعت الكثير في هذه الأيام وهذا العصر بالذات عن نظريات وفلسفات تدّعي أنها تستطيع أن تقدم للإنسانية مفاتيح السعادة والاطمئنان. بيد أننا لو نظرنا حولنا لوجدنا الإنسان في أسوأ حالاته رغم كل سعيه المتواصل ومحاولاته الكثيرة ولجوئه إلى ممارسة الطقوس الدينية، بغيرة صادقة، والتأملات المبهمة كاليوجا أو السحر أو قراءة الكف وغيرها الكثير من أنواع الشعوذة. وبالرغم من كل هذا فإنه لا يزال يشعر بفراغ القلب وجفاف الروح وهذا ما عبّر عنه القديس أوغسطينوس أحسن تعبير عندما قال "يا رب نحن نسمة من فيك ولا نستريح إلا فيك" (مترجم).
لقد أتى إلى هذا العالم قادة دينيون كثيرون ومفكرون وفلاسفة عديدون وكلهم كانوا ينشدون إسعاد البشرية التي يلهث وراءها الجميع، ولكنها كالسراب الذي يخيّل للإنسان أنه ماء ولكن ما إن يقترب منه حتى يدرك أنه مجرد خداع للعين. وهؤلاء الفلاسفة والقادة الذين خلّدهم التاريخ عجزوا عن توصيل المزايا التي ادعوا أنهم يمتلكونها، وجميعهم ماتوا وقبورهم تشهد على موتهم بخلاف الرب يسوع المسيح. فمخلصنا رغم أنه قد ذاق الموت إلا أنه قد قام والقبر الفارغ يشهد على ذلك. وهو الذي وعد ووعده صادق بأن كل من يؤمن به سينال الحياة الأبدية، وكما هو الآن حي وجالس على يمين الله هكذا المؤمنون به سيحيون ويكونون معه في المجد في كل حين وإلى الأبد.
أصلي إلى الله أن تكون هذه المعلومات سبباً لزرع بذرة الشوق في نفسك إلى التعّرف أكثر على هذا الشخص العجيب المدعو يسوع، وأن لا تهمل محبته المتدفقة نحوك وفدائه النيابي على الصليب عنك. ليتك تقف قليلاً وتتأمل كيف أن الرب الإله خالق السموات والأرض قد أظهر شدة محبته لك ولي، لذلك جاء إلى عالمنا ليدفع ثمن خلاصنا ويترك لنا كلمة الحياة المفرحة والمعزية.
إني أدعوك يا صديقي العزيز بكل محبة صادقة أن تتوقف قليلاً لكي تتأمل في شخصية الرب يسوع المسيح سواء في حياته أو محبته أو موته أو قيامته الظافرة. فلا ترفض هذه الهدية المجانية التي يقدمها الرب يسوع المسيح لك اليوم بل اقبل خلاصه المجاني الذي كلّف دمه الثمين من أجلك.
يقول كاتب رسالة العبرانيين: "كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصنا هذا مقداره؟" فإن كنت قد حاولت وبحثت طويلاً وبشتّى السبل للحصول على الخلاص ولكن خارج دائرة نعمة الله فإنك تبحث في فراغ لا يؤدي إلا إلى المزيد من الضياع والقلق وعدم اليقينية. أدعوك إلى هجر أي طريق لا ينسجم مع كلمة الله الحية والواضحة لأنها الوحيدة التي تؤدي إلى الحياة الأبدية. فأعطِ نفسك الفرصة الأخيرة قبل فوات الأوان لأن الأبدية تنتظرك.
صلاتي إلى الرب أنك بعد قراءة هذه النبوات العديدة عن الرب يسوع المسيح ومشاهدة إتمامها العجيب، رغم الفترات الزمنية المتباعدة في بعض الأحيان بين تاريخ النبوة وتحقيقها، ستصل إلى القناعة التامة بأن هذا الشخص الذي تدور حوله كل هذه النبوات هو حقاً الرب يسوع المسيح ابن الله القدوس.
- عدد الزيارات: 2637