Skip to main content

السؤال رقم 2

كيف تفسر، في هذا السياق، متى 24: 13؟ " ولكن الذي يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص" وقد وردت الكلمة يصبر في واحدة من الترجمات " يثبت"؟

يعرف كاتب هذا السؤال أن موضوعه يرتبط بالضيقة العظيمة، ولكن أعتقد أن ثمة مبدأ ينبغي لكل واعظ أن يشدد عليه. لا جدوى من أناس يعترفون بالتجديد، ويرفعون أيديهم في الاجتماعات الكنسية ويعتمدون وينضمون إلى الكنيسة ويشاركون في كسر الخبز ويعلمون صفا في مدرسة الأحد ويدعمون الخدمة بأموالهم، ويثابرون على هذه على مدى سنين، ثم شيئا فشيئا يتراجعون منكرين الرب الذي اشتراهم ورافضين سلطة الرب يسوع المسيح رفضا باتا، وفي الوقت عينه يصرِّحون بأنهم مخلصون. إن الثبات هو البرهان على حقيقة عمل النعمة في النفس. وهذا الذي يصنع الفرق بين تأثير التعاليم المسيحية والولادة الجديدة. وهذا الفرق يظهر جليا عند المفارقة بين بطرس ويهوذا. لقد أخطأ بطرس، ولكن على الرغم من كل ما حصل، صبرا إلى المنتهى. قال له الرب يسوع: " صليت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك" ومع أن حياته لم تكن كما يجب على مدى فترة من الزمن، فإن إيمانه قد ثبت، والرب أعاده، وهو أكمل سيره مع الرب إلى أن صلب لأجل مخلصه. ويهوذا كان مختارا في عداد الرسل، لكنه لم يكن قط متجددا، ولذا عندما أخطأ وباع سيده تبين أنه ليس من الخراف، وهكذا مات انتحارا. قال عنه يسوع منذ البداية: " أليس أني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان؟" لم يقل : " واحد منكم في خطر أن يصير شيطانا" بل " واحد منكم شيطان" ونقرأ أيضا: " ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التي تعداها يهوذا، ليذهب إلى مكانه" (أعمال 1: 25) بطرس زل، أما يهوذا فأخطأ، والفرق شاسع بينهما. إن قال واحد عنه مخلص، فليبرهن ذلك بسيره في طريق الإيمان. لذلك أقول إن عقيدة الضمان الأبدي للمؤمن لا تدعو للخوف. ورُبَّ قائل يقول: " ولكني أعرف رجلا كان مؤمنا، إلا أنه تخلى عن الكل، وما زال يدعي الإيمان" إنسان مثل هذا يخدع نفسه فقط، وإذا رأيته ثانية قل له إن الكتاب المقدس يقول: " الذي يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص" لا جدوى من إنسان يجاهر بالإيمان وحياته تبين زيفا. ففي وسع الإنسان أن يسيء استخدام أية عقيدة.

  • عدد الزيارات: 2922