الاعتراف بالرب يسوع رباً
يقول الرسول في (رو10: 9) "إن اعترفت بفمك بالرب يسوع (أو يسوع رباً) وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت".
وفي (1كو1: 2) شملت الكلمات الآتية كل المؤمنين باعتبارهم "تلاميذ" "جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع في كل مكان لهم ولنا" وفي (1كو12: 3) يقول "ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب (أو أيها الرب يسوع) إلا بالروح القدس.
ومن هذا يتضح أن كلمة الله تقرر أن علامة التلمذة هي الاعتراف بالرب يسوع كالرب والسيد وأن هذا يرتبط بالخلاص بل وبالروح القدس الذي وحده يجعل المؤمن يقول الرب يسوع لأن الروح الشرير لا يستطيع ذلك. فالشياطين (الأرواح الشريرة) لا يعترفون مطلقاً بالرب يسوع كرب. والشيطان يستطيع أن يغيّر شكله إلى شبه ملاك نور (2كو11: 14) وملائكته يمكن أن يخاطبوا الرب يسوع "كابن الله" (مت8: 29) أو "قدوس الله" (مر1: 24). ويستطيعون أن يجاهروا بتمجيد خدام الرب (أع16: 17). ولكننا لا نجد أبداً في كلمة الله أن روحاً شريراً يدعو الرب يسوع رباً.
فلقب الرب مع أنه لا يعلن أعظم أمجاد الرب يسوع الشخصية أو الأبدية، إلا أنه مرتبط بالمركز الذي أعطى له بعد إتمام عمله الكفاري وبعد القيامة (أع2: 36) "فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً". فالاعتراف به كرب هو امتياز بسيط يتمتع به كل المؤمنين ويقر به كل المعترفين. لأنه لقب يعتبر سيادة المسيح وسلطانه علينا. أما الأرواح الشريرة فلا تعترف له بهذا السلطان، لكن سيأتي الوقت الذي فيه يرغمون على الاعتراف به رباً لمجد الله الآب، عندما تجثو له كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف به كل لسان (في 2: 9- 11). هذا لم يتم بعد في الوقت الحاضر ولكن الآب يطلبه من الآن بل ويجعله شرطاً للخلاص. ليس معنى هذا أن كل من يقول الرب يسوع قد ولد ثانية؛ لكننا نتعلم من (1كو12) أنه يستحيل على الروح الشرير أن يجعل أحداً يقول "الرب يسوع".
وهكذا نلاحظ خلو هذه الحركات المشار إليها من علامة التلمذة، أي أن تدعو يسوع رباً. وفي كتاباتهم وأقوالهم وصلواتهم يُذكر اسم "يسوع" أو "المسيح" أو "يسوع المسيح" لكننا لا نجد ذكر اسم "الرب يسوع". وعندما أشرت مرة إلى أحد أعضاء هذه الحركات، أثناء حديث شخصي معه، أن يقول "الرب يسوع"، لأنه يحز في نفسي أن أسمع حديثاً عن الرب يسوع بأسلوب يخلو من التوقير، فإنه اعتبر ذلك مجرد نقد من شخص ضيق الأفق!
- عدد الزيارات: 3294