لاهوت الرب يسوع
في نبذة لهم بعنوان "حياة أفضل" يقول الكاتب "ربما يظن البعض أن يسوع عمل المعجزات لأنه كان إلهاً حقاً. ليس الأمر كذلك. إنه كان إلهاً قبل الخليقة، لكنه وضع جانباً كل ألوهته وصار إنساناً مثلنا بلا خطايا". إن الكلمات الأولى من هذه الجملة الأخيرة قد تظهر حسنة إذا قُرئت قراءة سطحية لكن في نور كلمة الله نراها مهينة لله مثل عقيدة الأريوسيين التي أدانها مجمع نيقية، فهم يقولون ويرددون في كتاباتهم أن الابن بدأ من الآب قبل الدهور، إله حق من إله حق، نور من نور. ولكنه ليس معادلاً للآب تماماً!!
والحقيقة أن الرب يسوع ليس "إلهاً منذ قبل الخليقة" فقط بل بالحري هو "الكائن" "الأزلي" المعادل للآب تماماً والمعادل للروح القدس. وهو كذلك لما كان هنا على الأرض. كان هو الله الأزلي لما وضع طفلاً في مزود بيت لحم، وكان هو الله الأزلي عندما تعب من السفر وجلس على بئر سوخار (يو4) جائعاً عطشاناً (مع أن الله طبعاً لا يتعب ولا يجوع ولا يعطش). وكان هو الله الأزلي عندما أكمل عمل الفداء على الصليب.
ففي ملء الزمان صار إنساناً حقيقياً مولوداً من امرأة. كان هو "الله" الظاهر "في الجسد" (1تي3: 16) "الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب" (يو1: 18) والذي "فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" (كو2: 9) "الله تكلم في شخص الابن[1]" (عب1:1، 2) هل يمكن أن الله يتوقف عن أن يكون هو الله؟ هل الله المثلث الأقانيم يمكن أن يتوقف عن أن يكون هو الله المثلث الأقانيم؟
كان هو الله الحقيقي وكان هو الإنسان الحقيقي لكن في شخص واحد. والويل لذلك الإنسان الذي يحاول أن يتداخل بفكره في هذا السر العجيب. والويل لذلك الإنسان الذي يحاول أن ينزل به إلى مستوانا أو حتى إلى مستوى أفضل وأعظم البشر (لو9: 33- 36) والآب يصون كرامة ابنه الحبيب ويحرص على مجده هذا ذاك الذي باختباره المطلق أخذ مكان الخضوع لمشيئة الآب (يو8: 50).
والجملة الأخيرة في نبذتهم المشار إليها آنفاً تعبّر عن فساد عقيدتهم وفيها طعنة لمجد ابن الله إذ يقولون "صار إنساناً مثلنا بلا خطايا". لكن كلمة الله الصادقة تقول "... بلا خطية" ليس فقط أنه لم يخطئ بل بالحري لا يوجد أثر على الإطلاق من الطبيعة الخاطئة فيه. هو "الذي لم يعرف خطية" (2كو5: 21) "وليس فيه خطية" (1يو3: 5) و"القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35).
والأردأ من كل هذا أن أولئك الناس الذين يعلّمون ويكتبون مثل هذه الأكاذيب يدّعون بأنهم قد حصلوا على الامتلاء بالروح القدس وأن ما يكتبونه موحى به لهم من الروح القدس!
إن كلمة الله تعلمنا أن هناك ثلاثة مصادر للآيات والمعجزات والنبوات وحالات الشفاء... الخ وهي:
1-المصدر الإلهي (يوئيل2: 28- 32)
2-المصدر البشري (إر23: 16، 25- 27، حز13: 2)
3-المصدر الشيطاني (رؤ16: 13، 14، أع16: 16، 1مل22: 21، 22)
وتعلمنا كلمة الله أيضاً أنه يمكن أن يوجد خليط من تأثيرات مختلفة في شخص واحد أو حركة واحدة (انظر مت16: 21- 23، في1: 14- 17).
فالحركة التي نجد فيها مبادئ وسلوكاً عملياً لا يتفق مع كلمة الله، والتي تجري فيها أشياء تهين شخص ربنا يسوع المسيح أيمكن أن تكون من الله. وإن لم تكن من الله فمن أي مصدر تكون؟
نحن لا نشك في وجود مؤمنين في وسط هذه الحركات. والكاتب يقول أنه يعرف أشخاصاً أعزاء له ويصلّي لأجلهم لكي يخلصهم الله من هذه القيود المقيدين بها.
وبسبب وجود مؤمنين بينهم فلا يمكن أن نقول أن كل شيء وسط هذه الحركات هو محض خطأ. لكن ليست المسألة هي كل شيء خطأ، بل هل المبادئ التي هي بحسب فكر الله موجودة أم لا وهل الطاعة للرب يسوع موجودة أم لا. إن الصوت الذي تسمعه من هذه الحركات ليس هو صوت الراعي الصالح، صوت الذي وضع حياته لأجلنا. فليتنا نطلب من الرب ونصلي باستمرار لكي يجعلنا أمناء له على الدوام، سائرين برفقته بعيداً عن كل التعاليم الغريبة.
[1] -لا ترد في هذه الآية بحسب الأصل اليوناني أدوات على الإطلاق، لا تعريف ولا نكرة God spoke in Son.
- عدد الزيارات: 3221