من أين تأتي الحروب؟
العالم ملىء بالحروب والمجاعات والمآسي التي تكسر القلب والوجدان، فتارة تجد طفلا صغيرا ممدا على الرمل بلا حراك، وكأن الصمت الكبير جعله يحتضن تلك الأمواج على شاطىء البحر بهدوء
وسكينة، وكم من صرخة خرجت منه قبل أن يموت فلا من مجيب ولا من منقذ. وحينا آخر تجد إمرأة تحتضن أولادها بشدة ومن ثم تركض بهم إلى المجهول حيث لا مسكن ولا مأوى ولا طعام فلا تعرف ماذا تفعل سوى أن تركض هاربة من قسوة الحرب، وفي الصورة الأخرى لهذه الحروب التي لا نهاية لهذا، تشاهد عجوزا تائهة في صحراء الموت لا تعرف إلى أين، تنظر إلى الشمس التي تغيب متمنية أن تغيب شمس حياتها في تلك اللحظات الحزينة إلى ما وراء تلك البحار العميقة والبعيدة.
لماذا هذه الصور الحزينة ولماذا كل تلك الحروب؟ ولماذا التناحر ولماذا لا يعيش الإنسان بسلام مع أخيه الإنسان بحب وعطف ووئام؟ يجاوب الكتاب المقدس عن هذا السؤال الذي حيّر العالم فيقول "من أين الحروب والخصومات بينكم أليست من هنا من لذاتكم المحاربة في أعضائكم. تشتهون ولستم تمتلكون. تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا. تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لأنكم لا تطلبون. تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم" (يعقوب 1:4-2).
من الأنانية ومن الحسد ومن حب الذات ومن التكبر ومن الكره ومن البعد عن الله تأتي الحروب، من حب السيطرة و السلطة والمال ومن حب الترأس تأتي الحروب، من عدم التواضع من فقدان المحبة الحقيقية والصحيحة المحبة العاملة التي يتحدث عنها الكتاب المقدس، من البعد عن كلمة الله التي تعلم محبة الآخر حتى لو اختلف معك في الفكر والعقيدة، تأتي الحروب من الخطية التي تملىء قلب الإنسان، ومن هنا يبدأ الحل الموجود في مبادرة قلب الله، هو غفران لا مثيل له لا يميز في العرق أو اللون أو المنطقة أو اللغة أو الفقر والغنى، هو غفران قد تم بثمن غال جدا "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح، معروفا قبل تأسيس العالم ولكن قد أظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم" (1بطرس 18:1-20).
العالم يبحث عن السلام الحقيقي فلن يجده سوى بالمسيح يسوع الذي منح كل من يؤمن به سلاما يفوق كل عقل ثابت على صخر الدهور لا يتزعزع. فالمجتمعات جميعها تحتاج إلى حضور الله الإلهي وسط الجميع لكي تعم ثفاقة الكتاب المقدس داخل القلوب فتظهر عمليا وروحيا في هذه الظروف المؤلمة الذي يعيشها العالم، لنتمسك بالطرح الإلهي الآتي من السماء "طوبى لصانعي السلام. لأنهم أبناء الله يدعون" (متى 9:5).
الله, المسيح, الخطية, الموت, الحرب
- عدد الزيارات: 8165