وردة بين الأشواك
هكذا كل من ولد من الروح يشبه وردة نضرة رائعة راسخة في سواقي الله الملآنة ماء، وجميلة من الداخل والخارج، فمن خلالها يشع نور المسيح المميز ومنها تخرج رائحة العطر، الممزوجة بقوّة
الروح القدس لكي تفوح وسط الأشواك الشائكة فتجعلهم يتمنون أن يكونوا تلك الوردة المميزة المنحينة أمام خالقها شاكرة وممتنة على روعتها وجمالها.
"المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح. لا تتعجب أني قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق. الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى اين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح" (يوحنا 3: 6-8).
المولود من الروح يصبح عنده شغفا لكلمة الله، فيتمسك بالكلمة في قلبه وذهنه فيصبح الكتاب المقدس الصديق اليومي المحبب لديه، فتظهر له الأمور في فكره ووجدانه بوضوح عن طبيعة الله المميزة و صفاته الرائعة وعن المحبة الإلهية التي لا توصف لا بالوصف التعبيري أو بالكلام المنمق. فهذه الرحلة الممتعة التي يبدأ فيها المولود من الروح تحتاج إلى حياة الصلاة مع الله، لطلب العون وسط التجارب والصعوبات، وأيضا تحتاج إلى المثابرة والتعمق في الغوص بأسفار الكلمة، لكي يتغذى يوميا فيمتلىء من بركات الله، عندها يستطيع أن يكون بركة كبيرة وشاهدا عظيما عن ما فعل المسيح في حياته فيكون وردة مشعة وسط الأشواك.
"أجاب يسوع وقال له الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3:3). فالولادة الثانية هي المفتاح لكي يرى ملكوت الله فينتقل من عالم الظلام إلى النور ومن عالم الأشواك إلى براعم الورود ومن الموت إلى الحياة ومن التوهان إلى السكن في ديار الرب. فهذه النواة التي تبدأ بالبرعم في الولادة الثانية تنتقل إلى وردة جورية جذروها الكتاب المقدس وأوراقها قوة الله العاملة في حياة الإنسان المولود في المسيح يسوع.
عزيزي القارىء: إذا كانت طبيعتك ما زالت مليئة بالأشواك التي تخنق الكلمة، تواضع بين يدي الله واعترف بخطاياك واجعله يعمل في حياتك لكي يبدل هذه الأشواك إلى وردة تفوح منها رائحة المسيح الزكية.
- عدد الزيارات: 13722