سيرا نحو عام 2014
كل واحد ينظر إلى العام الجديد بمنظاره الخاص، فمنهم من ينتظر في المستقبل القريب أن يصبح صاحب أكبر مؤسسة تجارية في محيطه ومنهم من ينتظر أن يربح الجائزة المالية الأولى، وآخر يريد أن يتربع على كرسي السلطة ولكل واحد رأي وتوقّع ليكون هو وعائلته الأفضل في كل شيء.
وفي وسط هذا النهر الكبير والتيار الجارف من الأفكار والتوقعات يوجد صوت يخرج من رجل حكيم ومختبر الحياة مع الله حيث قاد الشعب في البرية في خروجه من أرض مصر قائلا "إحصاء أيامنا هكذا علمنا فتؤتى قلب حكمة" (مزمور 12:90).
الإنسان كالعشب يبدأ بحياة خضراء لينتهي بيباس فينحدر في العمر ليصل إلى نهاية الطريق حيث هناك لا مفر ولا هروب من الموت الجسدي الحتمي "قيرجع التراب إلى الأرض كما كان وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها. باطل الأباطيل قال الجامعة الكل باطل" (جامعة 7:12)، كيف تسير أيها الإنسان نحو العام الجديد وما هي تطلعاتك للأيام القادمة وما هو رجائك في المستقبل؟ ما أجمل أن تقف في نهاية هذا العام وتنظر إلى السماء لكي تستقبل انهمار البركات الروحية من غفران فتبدل قلبك الذي يبحث في السراب إلى قلب يجلس بين أحضان الرب ممسكا بمرساته الأمينة والراسخة التي لا تتزعزع وسط الرياح العاتية والعواصف الهائجة.
ما أعظم أن نستقبل عام 2014 بشكر للمسيح على محبته وعنايته الفائقة "أردد هذا في قلبي. من أجل ذلك أرجو. أنه من إحسانات الرب أننا لم نفن. لأن مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح كثيرة أمانتك" (مراثي أرميا 21:3).
حياتنا هي كقصة عابرة هذا ما يوضحه لنا الكتاب المقدس وبالروح القدس "لأن أيامنا قد انقضت برجزك. أفنينا سنينا كقصة. أيام سنينا هي سبعون سنة. وإن كانت مع القّوة فثمانون سنة وأفخرها تعب وبلية" (مزمور 9:90).
نحتاج جميعا أن نتطلّع إلى الأيام القادمة بعيون مليئة بالأمل والرجاء متمسكين بوصايا الله وبكلمته الكتاب المقدس حيث هناك عند أقدام المسيح نجد السلام الحقيقي والطمأنينة الثابتة والأمل الذي لا حدود له. فما هي نظرتك أنت شخصيا أيها القارىء العزيز لعام 2014؟
- عدد الزيارات: 5040