من تحت الركام
أحيانا كثيرة يظن المؤمن بأنه يحيا وحيدا وسط كل الضجيج الذي ينبعث من هذا العالم المادي المليء بالفساد والبعد عن الخالق وكأنه في بحر هائج لا من معين ولا من يسانده على حل مشاكله أو على التفكير معه، فيشعر كأن الأبواب مقفلة أمامه ويشاهد كل ما يدور من حوله كسواد الليل الدامس.
ومن تحت الركام الثقيل الذي يغطي كل شيء، تمتد يدّ الله القديرة لكي تزيح الحواجز فتمسح جبين ذلك المؤمن المنهك والمنحني تحت غبار العالم لكي يتذكر وفجأة كلام المرنم الذي يقول "أرفع عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني. معونتي من عند الرب صانع السموات والأرض. لا يدع رجلك تزل. لا ينعس حافظك" (مزمور 1:121).
يا لعظمة حكمة الله ويا لروعة رحمته التي لا حدود لها، فالعالم يهزأ بالمؤمن ويلطخ سمعته وأما الله فيرفعنا من وسط الإحباط ومن قلب المعركة لكي يبدّل المعادلات ولكي يرجع كل شيء تحت مشيئته وحمايته "لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض قويت رحمته على خائفيه. كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا. كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه" (مزمور 11:103).
ومن جهة أخرى تتدخل كلمة الله كالندى في القلوب المنكسرة لكي تقدّم أجمل الصور الإلهية من محبة وغفران وتشجيع، فكلمته نابعة من طبيعته الرائعة والمدهشة "لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعا للزارع وخبزا للآكل هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إليّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما ارسلتها له " (أشعياء 10:55).
نعم إنها كلمة الله التي تتغلغل من تحت الركام الصامت والمحطم لكي تجعل منا أبطال ورجال يصرخون بالصوت العالي الفخ انكسر ونحن انفلتنا.
عزيزي القارىء: إذا كنت تشعر أن حياتك فارغة وبعيدة عن الله وبأنك فاقد السلام الحقيقي والثابت في قلبك تعال للمسيح حيث هو مستعد لكي يرفعك من تحت ركام الخطية ليجعل منك شخصا ملىء بحضور الله في حياتك.
- عدد الزيارات: 7493