كن صادقا
الأسهل عندك أيها الإنسان أن تقول أنني لست بخاطىء ولم أتمرد على وصايا الله. دائما الإنسان مستعد لكل شيء غير قول الحقيقة حتى أمام ذاته وحتى بالخفاء دائما نهرب ودائما نخفي الخطايا داخل زوايا قلوبنا ظانين أن الله غير مبالي بماذا نفعل، يا صديقي الإنسان، الله يهتم بكل تفاصيل حياتنا ويعلم بكل بما تفكّر فيه داخل قلبك "أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب. إن صعدت إلى السموات فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت" (مزمور 7:139).
الكل مكشوف وعريان أمامك أيها القدوس الصادق والأمين، أحيانا أجد نفسي الأفضل والأحسن بين الجميع وكأن العالم كله خلق من أجلي وأقول في داخلي إنني غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء، ولكنك وحدك تدرك حقيقة ضعفي وتعرف توهاني وهروبي من الواقع ومن الحقيقة فتصفني بأنني الشقي والبئس والفقير والأعمى والعريان، لهذا تنصحني بأن أشتري منك ذهبا مصفىّ بالنار لكي أستغني وثيابا بيضا لكي ألبس فلا يظهر خزي عريتي، وأن اكحل عينيّ بكحل لكي أبصر.
لأنني أعمى روحيا وأنا بعيد عنك ولأنني فقير ويتيم من دون تدخلك الرائع في حياتي. اجعلني أفهم ذاتي جيدا، اجعلني أنظر إلى الواقع بموضوعية دون تملق فأنا بالفعل رجل خاطىء وبحاجة أن أنسحق تحت أقدامك يا إلهي وأقدم لك أغلى مع عندي كما فعلت مريم بالناردين الخالص والغالي الثمن "فأخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها. فامتلأ البيت من رائحة الطيب" (يوحنا 3:12)، نعم أحتاج إلى هذا الصدق العميق كي أرتمي بين أحضانك لأعلن الولاء والإلتزام والإنضمام الكلي إلى شعبك بعد توبة صادقة وإيمان كبير جدا بهذه النعمة الفياضة التي لا توصف.
اجعلني صادقا كي أقترب منك والتمس دفء محبتك المميزة. اجعلني صادقا كي أعبّر عن ما يدور في نفسي من اشتياق إلى شخصك لكي أقول لك من داخل اعماق قلبي "اختبرني يا الله واعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري، وانظر إن كان فيّ طريق باطل واهدني طريقا أبديا " (مزمور 139: 23).
- عدد الزيارات: 9570