Skip to main content

تأملات يومية

ماذا يحدث في الشرق الأوسط؟

ماذا يحدث في الشرق الأوسطالجميع يتنازع والجميع يعيشون تحت ترسانة الحروب على كل الصعد، الأب يجلس وحيدا يفكر ماذا يفعل بزوجته وأولاده الخائفين من كل ما يدور من حولهم. والأم المسكينة لا مناص لها سوا التضرع من أجل حماية أولادها من الموت الحتمي، والشباب يبحثون جميعا عن أفق جديد وكل هذا يحدث من حولهم لم يعرفوا أن الحاجة إلى واحد.

الحاجة الحقيقية وسط كل هذا التخبط الرهيب الذي لا مثيل له أن ننظر إلى الله الذي إن قال فعل، فالمرنم بعد أن تعب من كل شيء قال "أيضا إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني. ترتب قدّامي مائدة تجاه مضايقي" (مزمور 4:23). في وسط الشر والموت القادم الله يفتح باب الأمل لكل من يلتجأ إليه ويطلب العون، وفي وسط أصوات الحروب الدامية التي لا أفق لها، تظهر محبة فائقة وعميقة جدا تهدد الخوف فتتطرحه خارجا فيحل سلام عميق يفوق كل التوقعات.

إلى كل الأحبة والأصدقاء في الشرق الأوسط، جميعنا بحاجة أن ننظر إلى فوق حيث تأتي التعزية والحكمة والإرشاد لكل قلب منكسر ولكل فكر حائر ولكل نفس محطمة ولكل فرد يبحث عن نفسه الضائعة "أرفع عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني معونتي من عند الرب صانع السموات والأرض" (مزمور 1:121).

هذه الحروب تشبه شخصا يركض هاربا لا يعرف إلى أين يصل، لا أمل لا رجاء فكل شيء غامض ولن يجد هذا الشخص مكان فيه سلام أو طمأنينة من دون عمل الله الحقيقي في حياته. وحين يعرف هذا الشخص وهو في توهانه أن كل شيء باطل ولا قيمة لأي أمر من دون اللجوء إلى الله، عندها فقط سيجد يمين المسيح القديرة تتدخل لكي ترفعه وتوجهه وتنقله من التوهان والضياع إلى السير الصحيح ومن الظلمة إلى النور ومن الموت إلى الحياة فيكون المسيح هو جسر العبور إلى مكان الراحة.

كلمة صدق مليئة بالمحبة إلى كل أحبائي في هذه المنطقة العزيزة على قلب الله. لنرجع إلى كلمة الله حيث منها نستقي أعظم الحقائق الروحية التي تتكلم عن الغفران الحقيقي المفقود في النفوس، ولنرجع إلى راعي النفوس وأسقفها حيث نجد ما نبحث عنه في القلب والفكر معا.

  • عدد الزيارات: 6843