Skip to main content

تأملات يومية

لا يعسر عليك أمر

لايعسر عليك أمر من هو الذي يخرق الأمور الطبيعية الثابتة لكي يصنع معجزة؟ ومن هو الذي يحقق المستحيل في زمن الأبواب المغلقة؟ ومن هو الذي يجعل المطر ينهمر في أوقات الجفاف ليشبع الجميع؟ وحده الذي ظهر لموسى في العليقة والذي جعل المياه تغمر الأرض في أعظم طوفان، الله الذي لا يعسر عليه أمر وحده:

يحطم القيود: "انفلتت انفسنا مثل العصفور من فخ الصيّادين الفخ انكسر ونحن انفلتنا" ( مزمور 7:124 ). بعد أن كنا جميعا نتخبط في أوحال الخطية، وفي عبودية ابليس وبعد أن كنا داخل سجن مليء بالظلمة التي لا توصف، حيث أغلق باب الأمل وباب الرجاء وشعرنا أن كل شيء قد انتهى، في هذه اللحظة الحرجة تدخل المسيح لكي يحطم قيود الخطية وجعلنا احرار كما وعد "فإن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحرارا" (يوحنا 36:8). نعم الفخ انكسر ونحن حلّقنا في سماء الحياة الروحية مع الله. فما أعظمك لأنك لا يعسر عليك أمر.

يصنع الأفضل: "وأما أنا فقط أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يوحنا 10:10). دائما الإنسان يبحث في الحياة عن الأفضل له ولعائلته وعشيرته ودائما يركض ويتعب ويجد نفسه يدور في حلقة مفرعة لا تنتهي، ولكن المسيح برحمته وعظمته دائما يهتم ودائما يريد أن يقدم الأفضل لأحبائه، وممكن أحيانا لا نفهم ما يحضّر لنا الله من أمور رأئعة وفي وسط المسيرة، نتفاجىء بجواهر روحية لا تقدر بثمن يقدمها الله لكل فرد منا دون أن يكون أحد مستحق هذا. وبكل ثقة أستطيع أن اقول لا يعسر عليك أمر.

يهذّب النفوس: "أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها انصحك عيني عليك" (مزمور 8:32). ما أجمل ترتيب الله في حياتنا، فهو الذي ينظر بمعمق إلى النفس البشرية حيث العواطف والإرادة والقوة الداخلية، هناك الله يرتب كل شيء يدربنا ويرشدنا ويهذبنا في طريق محبته ويعتني بنا "أيضا إن سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا لأنك أنت معي" (مزمور 4:24). ما أعظمك يا إلهي عندما تجعل النفس التي أنت خلقتها تتمايل بين سلامك ورحمتك، نعم أيها الرب القدير لا يعسر عليك أمر. "قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر" (أيوب 42:2).

  • عدد الزيارات: 9705