Skip to main content

تأملات يومية

إلى من أحبه قلبي

الى من أحبه قلبيحين تبدأ الأفكار تتأرجح بين الماضي والحاضر، تأخذني إلى أماكن بعيدة جدا من تاريخ حياتي، حيث كنت أتخبط في أفكاري لا أعرف أين أضع المرساة وفي أي شاطىء انزل شراعي، باحثا عن السكينة والهدوء الضائع بين أمواج البحر. وهناك ووسط كل الظروف الصعبة التي حدثت في حياتي، ووسط السراب القاتل والبعيد المنال حيث عجزت عن الإمساك به هناك،

شعرت بيمين الله تلمسني بقّوة وحنان، فتحت عيني وكأن العالم كله تغيّر في لحظة في طرفة عين وكأنني كنت أبحث عنه من زمن بعيد وكأنني كنت أنتظر هذا الموعد الرائع بيني وبينه "حبيي أبيض وأحمر. معلم بين ربوّة" (نشيد الأنشاد 10:5). فاكتشفت أخيرا:

حبيبي الذي غيّر كل شيء: "إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا" (2كونثوس 17:5). بعد التوبة وبعد الإيمان الجدي بالحبيب يسوع ابتدأ التغيير الجذري في حياتي جعلني خليقة جديدة، ونقلني من وسط هذا الإضطراب الكبير الذي كان يدّب في قلبي إلى نهر رائع من المحبة المتدفقة، فيا لروعة هذا الحدث المميز.

حبيبي الذي أطلقني إلى الحرية: "فإن حررّكم الإبن فبالحقيقة تكونون أحرار" (يوحنا 36:8). كيف أوصف حبيبي وكيف أتكلم عنه، هو الذي أخرجني من العبودية حيث كنت في سجن رهيب مليء بالظلمة، الفخ انكسر ونحن انفلتنا، هو الذي أدخلني في حرية محبته العظيمة، فما أعظم هذا الحبيب.

حبيبي الذي دفع كل الثمن: "أما الربّ فسرّ بأن يسحقه بالحزن. إن جعل نفسه ذبيحة إثم" (أشعياء 10:53)، كيف لا يحبه قلبي وهو الذي دفع ثمن خطاياي، كيف لا تعشقه روحي وهو الذي أسلم نفسه وتعلق بين الأرض والسماء من أجلي أنا الشقي والأعمى والعريان.

إلى من أحبه قلبي يسوع المسيح أقول لك، أعطني القوّة لكي أتمسك بك دائما فأكون أنا التلميذ الذي يريد أن يتعلم وأنت ذاك المعلم الجبار الذي لا مثيل لك في محبتك وغفرانك وسلامك فأنت هو الحبيب الذي وجده قلبي فاستراح. "طلعته كلبنان. فتى كالأرز. حلقه حلاوة وكله مشتهيات. هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات أورشليم"(نشيد الأنشاد 16:5).

  • عدد الزيارات: 8450