Skip to main content

تأملات يومية

يسوع يهدىّء العاصفة

يسوع يهدّىء العاصفةالتلاميذ في قلب العاصفة الشديدة، السفينة تترنّح من جهة إلى أخرى من قوّة البحر وهيجانه، حيث ترتفع الموجة إلى فوق وتهبط على سطح البحر وكأنها نازلة من السماء. والشمس غائبة عن النظر مختبئة فوق الضباب تشعر بالخجل لأن نورها قد خفت في ظلال الغيوم السوداء التي خيمت على المكان.

الخوف من الموت الحتمي عمّ في قلوب تلاميذ المسيح "فنزل نوء ريح في البحيرة. وكانوا يمتلئون ماء وصارو في خطر" (لوقا 23:8)، والجميع ظنوا أن كل شيء قد انتهى وستكون نهاية القصة وسط هذا البحر الذي لا يرحم. بحثوا عن المسيح فوجدوه نائم فصرخوا بصوت عال "... يا معلم يا معلم إننا نهلك" (ع 24).

كل تلك الضجة وكل تلك العاصفة الرهيبة ووسط هذه الأمواج المرعبة كان المسيح نائما في هدوء تام، وكأن لا يوجد شيء حوله، فهو الحامل كل الأشياء بكلمة قدرته هل يخيفه البحر الذي أوجده بكلمة من فاه، هل تخيفه المياه اذا دخلت السفينة، وقف المسيح على سطح تلك السفينة بقوّة جبارة فصرخ بصوت عظيم جدا "فقام وانتهر الريح وتموّج الماء فانتهيا وصار هدوّ" (لوقا 24:8). أي رسول أو أي نبي يستطيع أن يفعل هذا بقوّته الفردية وأي رجل في التاريخ استطاع أن يأمر من دون أن يأخذ الأمر من فوق، وحده المسيح فعل هذا اذ اسكت البحر الهائج وجعله يخضع له، هذا لأنه يسوع الذي حلّ فيه كل ملء اللاهوت جسديا.

نظر المسيح إلى التلاميذ بعتب كبير وكأنه يقول لهم كل هذه المدة التي كنتم معي ولم تعرفوني من أنا "..انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب" (يوحنا 9:14). لماذا خفتم وأنتم مع الذي خلق كل شيء، لماذا خفتم وأنتم مع مانح الغفران ومعطي الحياة "فخافوا وتعجبوا قائلين فيما بينهم من هو هذا. فإنه يأمر الريّاح أيضا والماء فتطيعه" (لوقا 25:8).

نعم يسوع أسكت البحر وهدأ العاصفة وهو نفسه يستطيع أن يسكت صوت الخطية حيت تصرخ داخل الإنسان، هو جاء لكي يخلص ما قد هلك، تعال للمسيح بطاعة كبيرة وبتوبة مليئة بالإيمان الصادق ستجد أمواج حياتك تهدأ ليعم مكانها سلام عميق لا مثيل له.

  • عدد الزيارات: 18580