داود الملك
ماذا نقول عن ذلك الفتى الصغير الذي كان يرعى الغنم في البرية حين ناداه والده يسى الذي من بيت لحم فجاء ذلك الفتى الأشقر صاحب المنظر الحسن ووقف أمام صمؤيل النبي حيث كان يبحث عن ملك بدل شاول بعد أن خان الله وتمرد على وصاياه. هناك قال الرب كلمته "...قم امسحه لأن هذا هو. فأخذ صمؤيل قرن الذهن ومسحه في وسط اخوته. وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدا" (صموئيل الأول 12:16)، أنه داود الذي أصبح ملك على كل شعب، نعم ذلك الفتى الذي كان بحسب قلب الله.
ماذا نقول عن داود حين وقف وجها لوجه أمام أعظم رجل جليات من جت طوله ست أذرع وشبر، ووسط هذا المشهد الرهيب والمفاجىء وقف داود بقلب قوّي مدعوم من روح الله الذي حلّ عليه فقال "... أنت تأتي إليّ بسيف وبرمح وبترس. وأنا آتي إليك باسم ربّ الجنود إله صفوف اسرائيل الذين عيّرتهم" (صموئيل الأول 45:17)، وبحجر صغير جدا وضعه داود بالمقلاع ضرب جليات في جبهته فارتزّ الحجر في جبهته وسقط على وجهه إلى الأرض.
وما نقول عن داود حين سقط شاول بين يديه في ذلك الحين كان شاول يريد ان يقتل داود دون رحمة كانت تلك لحظات تحتاج إلى حكمة كبيرة وإلى قلب متجه نحو الله لهذا خرجت الكلمات من داود أمام رجاله فقال "حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي بمسيح الرب فأمد يدي إليه لأنه مسيح الربّ هو" (صموئيل الأول 6:24).
وأخيرا ماذا نقول عن الملك داود حين أخطىء بحق أوريا الحثي حين جاء إليه النبي ناثان لكي يخبره بحكم الرب عليه، حينها تذلل داود بتواضع كبير أمام وجه الرب بندم وتوبة كبيرة فخرج من داخل وجدانه صراخ الرجوع إلى الأحضان الأبوية "ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك امح معاصيّ. اغسلني كثيرا من اثمي ومن خطيّتي طهرني. لأني عارف بمعاصي وخطيتي أمامي دائما" (مزمور 1:51).
نتأمل في حياة الملك داود لكي نأخذ الكثير من العبر في حياتنا الروحية ولكي نتعلم الحكمة والمحبة والتواضع وأيضا كيفية الرجوع إلى قلب الله. "ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مزمور 17:51).
- عدد الزيارات: 6589