الرب راعي
ما أجمل صورة الراعي وهو يمشي مع القطيع يقودهم بكل لطف وحنان، يحامي عنهم في أوقات الشدّة حين يداهمهم الخطر، فهو دائما حاضر لكي يتدخّل لإنقاذهم من الذئاب الخاطفة، وهذا كله ما هو سوى جزء صغير من صورة أكبر وأعمق للراعي الحقيقي يسوع المسيح الذي بذل نفسه من أجل الخراف فهو:
يسدّ العوز: "الربّ راعيّ فلا يعوزني شيء. في مراع خضر يربضني، إلى مياه الراحة يوردني" (مزمور 1:22). إلى ماذا احتاج وغذاء الله دائما حاضر من خلال كلمته لكي يسدّ جوعي الروحي، إلى ماذا احتاج وحين أشعر بالجفاف أو بالعطش في داخل نفسي، أجده يحضّر لي المياه لكي أرتوي من نبع حبه الفياض الذي لا ينتهي، فكيفما نظرت أجد المسيح في كل زوايا حياتي.
يرّد النفس: "يردّ نفسي يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه" (مزمور 3:22). حينما أكون تائها في برية هذا العالم المليء بالبعد والتشرد، تلمسني يديّ الراعي الأمين لكي ترد نفسي من التمرد ومن الهروب ومن التوهان لكي أعود كما عاد الخروف الضائع، فيحملني المسيح على منكبيه ويعيدني إلى حظيرته الروحية حيث هناك أجد الفرح الحقيقي الذي لا مثيل له.
يشجع القلب: "أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني" (مزمور 4: 23). إنه راع لا مثيل له في وسط الظلمة الموجودة في كل المجتمعات هو ينير الدرب لكي أتلمّس خطواته الرائعة، فعصاه مستعدة دائما لحمايتي وتشجعني لكي أنخرط بقوّة في حقل الرب دون خوف أو تردد فالتعزية دائما موجودة، وقوّة الله مظللة على كل جوانب حياتي فيشبع قلبي محبته التي لا تقدر بثمن.
صديقي القارىء: هل أنت تائه أو متحيّر من أمرك أو تجد نفسك في مهب الريح، المسيح يدعو المتعبين والثقيلي الأحمال أن يأتوا إليه فيحتموا تحت مظلته، فهو الراعي الأمين الذي يسد عوزك الروحي ويرد نفسك ويشبع قلبك فيمنحك الغفران والخلاص. "إنما خير ورحمة يتبعانني كلّ أيام حياتي وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام" (مزمور6 :22).
- عدد الزيارات: 15836