طيور لا تطير
"وأما منتظروا الرب فيجدّدون قوّة يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون" (أشعياء 31:40). مع أن أول شيء يفكر فيه الناس لدى سماع كلمة طائر هو أنه يطير في الجو إلا انهم سيتفاجأون لمعرفة أن عددا كبيرا من الطيور لا تطير، وهناك النوع الآخر من الطيور الذي يحلق بجناحيه عاليا فوق الجبال والبحار دون ملل أو تعب، والله يريد منا أن نكون:
طيور تحلّق عاليا: "لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوّة والمحبة والنصح" (2 تيموثاوس 7:1)، وكما أن الطيور القوية تحلق بأجنحتها فوق الغيوم لتجابه الشمس بجبروتها هكذا المؤمن القوي في علاقته مع الله يحلّق فوق الأزمات فيراها من فوق صغيرة وسخيفة، فالله يريدنا أن لا نفشل ولا نخور بل أن تكون أجنحتنا الروحية قوية في التحليق لأن قوة الله ترافقنا لكي ترفع بنا إلى فوق ولا نكون طيور لا تطير.
طيور تثابر على الطيران: "فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أفسس 15:5). من أهم صفات الطيور التي تقطع المسافات هي المتابرة على الطيران والمضي نحو الهدف المرجو منه، وهكذا نحن علينا أن نكون ثابتين على صخر الدهور يسوع المسيح، فلا مجال للتراجع لأن الرحلة طويلة وتحتاج إلى رجال اشداء مثابرين في العمل، فنحلق بأجنحة ثابتة وقوية بقوّة ودعم الروح القدس عندها لا نكون طيور لا تطير.
طيور تعاون غيرها: "فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه. وإن كان عضو واحد يكرّم فجميع الأعضاء تفرح معه" (1 كورنثوس 26: 12). من أجمل الصور التي يقدمها سرب الطيور في الجو هو التعاون الرائع في طريقة الطيران وفي حماية من يخور وهو يحلق في الأعالي، وما أجمل أن نتعلم منها درسا كمؤمنين في المسيح لكي يكون عندنا روح التعاون والمحبة والمساعدة لكي ننشجع ونشجدد الركاب المخلّعة فترجع وتتقدم في حياة الإيمان من جديد، فنكون كالنسور المحلّقة فوق الجبال باحثين عن الخطاة بمحبة لكي نقدّم لهم رسالة السلام، فنكون داخل السرب الذي يحلق عاليا المنتمي إلى الموطن السماوي الذي لا يزول.
- عدد الزيارات: 10124