قلوب منسحقة
"ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مزمور 17:51). إن العلاقة الرائعة والمتينة بيننا وبين الله تتمحّور حول جديّة إنسحاق القلب من قبل الإنسان التائب أمام مخلصه، وفهمه العميق أن الله يبحث عن قلوب مستعدة دوما للإنطلاق في رحلة الإيمان متيقّنة أن:
الله يريد قلوبا نقية: "طوبى للأنقياء القلب. لأنهم يعاينون الله" (متى 8:5)، المؤمن المسيحي الحقيقي الذي يصمم أن يكون تابعا للمسيح عليه أن يتمتّع بقلب نقي طاهر فيعكس الصورة الشفافة لقداسة الله وبره، فلا نستطيع أن ندّعي الإيمان وتكون قلوبنا متحجرّة وفاسدة وبعيدة عن الله، ولا تظهر حياة الطاعة المميزة. الله يطالب وبجدّية كل شعبه أن يحيوا على ضوء كلمته مثابرين على تقديم قلوب نقية ومنسحقة.
الله يريد قلوبا متواضعة: "احملوا نيري عليكم وتعلّموا مني. لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم" (متى 29:11)، كم نحتاج أن نتعلّم ونتدرب على الوداعة وكم علينا أن نظهر التواضع الرائع الذي قدّمه المسيح من خلال خدمته الجليلة، فالله يريد القلوب المتواضعة والمنسحقة أمامه بدلا من التكبّر وبدلا من كبرياء النفس المؤدية إلى الهلاك الحتمي وإلى الظلمة الخارجية، فهو الذي بذل كل شيء من أجلنا ألا يستحق أن ننسحق أمامه بقلوب متواضعة.
الله يريد قلوبا صادقة: "فقال له يسوع تحب الربّ من كل قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ فكرك" (متى 37:22)، إذا أردت أن تحب الله عليك دوما أن تكون مستعدا وجاهزا لكي تقدّم له قلبك بصدق وأمانة من دون مواربة، فهو الذي يقول دوما يا ابني اعطني قلبك، والقلوب الصادقة هي التي تتمتّع بالشفافية والمحبة والإنسحاق وأيضا في السعي نحو الهدف في تمجيد الخالق، فما أجمل أن يكون المسيح وحده هو المتربّع على العرش، فيكون عندنا قلوب نقية ومتواضعة وصادقة ومنسحقة أمام ذاك الذي علّق بنفسه بين الأرض والسماء من أجلنا جميعا.
- عدد الزيارات: 8022