السير الهادىء
وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأنّ الله أخذه (تكوين 5-24). يحب الإنسان من وقت إلى آخر أن يقوم بجولة سير في البرية أو على سفوح تلال بلده الجميلة، فهناك يتأمل بالطبيعة الخلابة التي خلقها الله ويتمتع بسير هادىء يرجع إليه نبض الحياة من جديد. ولكن بالحقيقة هناك سير أروع وأمتع، سير يجعلنا نتخطى العوائق، ويجعلنا نتقدم بخطوات ثابتة وممتعة.
هو سير هادىء لأننا نسير بجانب الذي منه خرجت قوّة الحياة، هو سير ممتع لأنه:
1- فيه رجاء: "الذي نجّانا من موت مثل هذا وهو ينجيّ. الذي لنا رجاء فيه أنه سينجيّ أيضا فيما بعد" (2 كورنثوس 1- 10). فالسير مع الله له لذّة خاصة لأنه يجعل أفكارنا وأذهاننا وقلوبنا برجاء كامل بأن المسيح يحملنا على الأذرع الأبدية فهو ينجي عندما تلتّف علينا أجناد الشر الروحية لهذا يجعلنا نشعر معه بالهدوء الكامل!
2- فيه أمانة: "فماذا إن كان قوم لم يكونوا أمناء، أفلعلّ عدم أمانتهم يبطل أمانة الله" (رومية 3-3). إنه سير مليء من أمانة الله التي تدهش عواطفنا ونفوسنا وأرواحنا، لأننا لو كنا غير أمناء معه فهو دوما لا ينكر ذاته فيبقى على أمانته وقداسته وغفرانه الغير محدود، فهذا يجعل السير معه رائعا وهادئا!
3- فيه استقرار: "وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع في وسطهم وقال لهم سلام لكم" (لوقا 24- 36). إن سرت مع أعظم الشخصيات في العالم لن تأخذ السلام والإستقرار. أما السير مع المسيح فهو مصدر السلام والاستقرار للنفس البشرية لأنه يعطيك الضمانة في الحماية الروحية والضمانة في الحياة الأبدية معه. فيجعل السير معه ممتعا وهادئا! "أيضا إذا سرت في وادي ظلّ الموت لا أخاف شرا لأنك معي. عصاك وعكاّزك هما يعزيانني" (مزمور 23- 4).
- عدد الزيارات: 6005