الفرح وسط الأحزان
"ونحن نعلم أن كلّ الأشياء تعمل معا للخير للذّين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" (رومية 28:8). ماذا تفعل إذا فقدت أحد أفراد العائلة في حادث سيارة؟ وماذا تفعل إذا وصلك خبر عن مرض شديد أصاب أحد أصدقائك؟ وكيف تتصرف عندما تجد نفسك شخصيا في مشكلة عميقة وجدية؟ يستغرب الإنسان من الوهلة الأولى عندما يقرأ في الكتاب المقدس عن الفرح وسط الأحزان.
إن هذا الأمر يفوق منطقنا البشري ولكن الله له قصد في كل ما يسمح به في حياتنا ليجعلنا:
1- أقوياء وسط الضعف: "أطفأوا قوّة النار نجوا من حدّ السيف تقوّوا من ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء" (عبرانيين 34:11). إن الله يريد أن يستخدم الضعفاء لكي يجعلهم منتصرين بالمسيح، فإذا كنت ضعيفا وحزينا، أنظر اليه فهو مصدر الحياة ومنبعها، فستجد نفسك تهزم الفشل والضعف وستشعر بالفرح وسط الأحزان.
2- فرحين وسط الحزن: ".. إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون ولكنّ حزنكم يتحوّل الى فرح" (يوحنا 20:16). إن اللمسة التي يضعها الله في قلوبنا وسط المحن والحزن تحرّك كل ما فينا لكي نشعر بأننا فرحين بالرب، فينقلب الحزن إلى سعادة ويجعلنا الرب نحيا رغم كل الظروف الصعبة بفرح لا ينطق به ومجيد.
3- متقدمين وسط الإحباط: "عابرين في وادي البكاء يصيّرونه ينبوعا. .. يذهبون من قوّة الى قوّة..." (مزمور 5:84). إن هموم العالم تحبط الإنسان وتجعله ضعيفا وسط المجتمع حتى يظن أنه لن يستطيع أن يقوم من جديد، لكن المسيح يمنحنا الإستمرار في العبور وسط الإحباط لنكون فرحين في كل حين. يوما ما سترى مجد الله في نفس الأمور التي لا تفهمها الآن. فقط ثق في أمانته وحكمته ومحبته فيؤول ذلك إلى راحة قلبك في جميع ظروفك. "لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد" (يوحنا 7:13).
- عدد الزيارات: 18554