إصحاح 7، آية 9
9-"حنكك كأجود الخمر _لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين" *
يشير العريس في العددين 8و9 إلى ثلاثة أشياء "ثدياك" و"رائحة أنفك" و"حنكك" أي إلى العواطف الحية، وإلى القدرة على تمييز الأمور وإدراكها، وإلى القدرة على تذوق حلاوة الأمور الإلهية التي له "كأجود الخمر" فهل لنا هذه السجايا الروحية المقدسة؟
"حنكك كأجود الخمر" حقا ما أجمل إدراك هذه الحقيقة، وهي ان تذوقنا حلاوة السماويات وتلذذنا بها هي للحبيب "كأجود الخمر"! أنه يسر بتلذذنا وتمتعنا بالأمور والبركات الإلهية "حينئذ كلم متقو الرب كل واحد قريبه والرب أصغى وسمع وكتب أمامه سفر تذكرة للذين اتقوا الرب وللمفكرين في اسمه"(ملاخي3: 16و17) فكلمات أتقيائه كانت له كأجود الخمر.
وإذ وصل العريس في وصف جمال عروسه إلى التحدث عن حنكها بأنه "كأجود الخمر" إذا بها تقاطعه قائلة "لحبيبي" أي ان هذه الصفات هي لحبيبي أو من حبيبي، وان هذه الخمر تسيل وتجري إلى فم حبيبها بسهولة وبلذة وهي لامعة ومتلألئة.
* * *
يا لها من محبة، ويا لها من نعمة أسبغها العريس على عروسه _ البقية الأمينة! تلك البقية التي سترجع إلى ملكها وعريسها رجوعا كاملا وأبديا. عندئذ سيرى هو من تعب نفسه ويشبع. سيجد راحته في تلك البقية ويسر بها كما "بأجود الخمر" تلك الخمر التي تجعل "شفتاه النائمين" تتكلم. أما عن رجوع تلك البقية إلى يهوه ملكها، فأنه حقيقة تتكلم عنها نبواءت عديدة في كلمة الله "ترنمي يا ابنة صهيون أهتف يا إسرائيل أفرحي ابتهجي بكل قلبك يا ابنة أورشليم قد نـزع الرب القضية عليك أزال عدوك. ملك إسرائيل الرب في وسطك. لا تنظرين بعد شرا. في ذلك اليوم يقال لأورشليم لا تخافي يا صهيون لا ترتخ يداك. الرب إلهك في وسطك جبار. يخلص يبتهج بك فرحا. يسكت في محبته. يبتهج بك بترنم"(صف3: 14-17).
* * *
* "حنكك" أو سقف حلقك، "السائغة" أي المستساغة التي تشرب بسهولة وبلذة "المرقرقة" أي اللامعة المتلألئة (قارن أم23: 31).
- عدد الزيارات: 3071