إصحاح 3، آية 2
2-"أني أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي. طلبته فما وجدته".
حسن جدا ان العروس تغادر فراش النوم وتقوم لتطلب من تحبه نفسها، إلا أنها قد نسيت المكان الذي تستطيع ان تجده فيه. لقد نسيت سريعا اعترافها الحلو بأنه يرعى "بين السوسن"(2: 16) وهل يستطيع المؤمن يجد العريس المبارك ويتمتع به تمتعا صحيحا في الأسواق أو في شوارع المدينة؟ ما أعظم الفرق بين المدينة بأسواقها وشوارعها الصاخبة وبين حجال العريس وبيت خمره وعلم محبته! مسكين هو الإنسان فأنه عرضة لان ينسى بكل سرعة الطريق إلى الأقداس _ أقداس الشركة الروحية والعشرة الحلوة مع الرب. ان عريسنا الطيب القلب ليس من هذا العالم، لأنه لما كان في العالم عاش كإنسان غريب، لقد أحب الخطاة، ولكنه لم يعمل خطية، وأما الآن فأنه في السماء، ونحن مدعوون لان نطلبه حيث هو جالس عن يمين الله. ما أشق الجهد الذي بذلته العروس في الطواف في أسواق المدين في شوارعها ومع ذلك فأنها لم تجده فيها. لقد ضاع كل تعبها باطلا. فلنتحذر نحن لان "من يخطئ عني يضر نفسه"(أم8: 36)
إلا ان العروس كانت بلا ريب مخلصة في محبتها للعريس، فأنها لأربع مرات (في الأعداد الأربعة الأولى من هذا الإصحاح) تردد هذه الكلمات الحلوة "من تحبه نفسي" ومع كل فقد أخطأت السبيل إلى حبيبها لذا لم تجده "طلبته فما وجدته".
لقد كان قلب مريم المجدلية مليئا بالمحبة للرب يسوع، ومع ذلك فأنها إذ طلبت "الحي بين الأموات" لم تجده. أنها قامت "باكرا والظلام باق" وذهبت إلى القبر وإذ أتت إليه وجدته قبرا فارغا، وبدلا من ان تصغي لكلمات الملاك اللطيفة "ليس هو ههنا لأنه قام كما قال" لبثت عند القبر، وكانت واقفة خارجا. تبكي، غير ان الرب الحنون نظر إلى قلبها المحب وإلى دموع عينيها فأظهر ذاته لها. تبارك اسمه الكريم إلى الأبد.
* * *
- عدد الزيارات: 3522