Skip to main content

إصحاح 2، آية 11

11-"لان الشتاء قد مضى والمطر مر وزال"

ان الرب يدعو _ حبيبتي وجميلته بان تأتي إليه "قومي. . . تعالي" فأنه لا يريد ان تظل في برودة الشتاء بينما قد أعدت محبته لها كل نفائس وثمار الربيع النضرة في صحبته وعشرته، وهذا يقودنا إلى التساؤل "أين نحن وما هي حالة نفوسنا؟" ان الرب سيدنا _ رأسنا وعريسنا المبارك يريد لنا الخير والهناء "عندي الغنى والكرامة". أنه يدعونا لان نطرح جانبا كل فتور والتراخي، وان نرتع بما أعده لنا في غنى وجوده ومحبته _ "بغنى المسيح الذي لا يستقصى" وذلك ميسور ومضمون لنا طالما نوجد في شركة مستمرة معه، لان أمامه شبع سرور. في يمينه نعم إلى الأبد.

* * *

"المطر مر وزال" المطر المملوء برودة والمصحوب بالعواطف والأنواء وحيث يتساقط الثلج والبرد، ولم يبق له أثر، فليس هناك رعب أو خوف من الدينونة وليس هناك دموع أو فزع للنفس التي تستقر في صحبة العريس إذ حضرته "يهرب الحزن والتنهد".

* * *

حتى وان كان الرب يسمح في حكمته وصلاحه ان يحيز خاصته في آلام متنوعة في هذه الحياة "ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة"(1بط1: 6) وكأنه يوجدهم في أيام شتاء مظلمة، وذلك لخيرهم ولتزكية إيمانهم وتنقية حياتهم الروحية، ولكنه لن يتخلى عنهم، فأنه في الوقت المعين بحسب حكمته الفائقة يخرجهم من الضيق إلى رحب لا حصر فيه. أنه يحول شتاء آلامهم إلى ربيع ملئ بالثمار الشهية هنا في هذه الحياة "معه أنا في الضيق أنقذه وأمجده"(مز91: 15) وفي المجد أيضا إذ تؤول "للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح"(1بط1: 7).

"لان الشتاء قد مضى" شتاء البقية التقية الطويل الذي طالما ظن الكثيرون من المسيحيين أنه لن ينتهي، وان آلامه ستدوم، وأنه سيبقى طريدا في ظلام الشتاء البارد إلى المنتهى، ولكن أفكارا كهذه تتعارض مع مواعيد الله للآباء، فأنه وان كان الشعب الأرضي في حالة الموت الروحي المعبر عنه بالشتاء البارد الذي يغشاه الموت إذ لا ثمر فيه، ولكن لا بد ان تسمع البقية دعوة العريس "قومي. . . تعالي لان الشتاء قد مضى والمطر مر وزال" "قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك"(أش59: 20و60: 1-3) "لان هبات الله ودعوته هي بلا ندامة"(رو11: 29).

* * *

  • عدد الزيارات: 3186