الفصلُ الخامِس رابِطُ الإنسِجام - الأدوارُ الكِتابِيَّة
الأدوارُ الكِتابِيَّة
إن قضيَّة تعريف دور الرجُل والمرأة في الزواجِ اليوم، تُثيرُ قضِيَّةً أُخرى نُسمِّيها "حُجَّةِ الحضارة." فيقولُ الناسُ أنَّ مقطَعاً كِتابِيَّاً لا يُمكِنُ تطبيقُهُ بالضرورة اليوم، بسبب الإختِلافات الحضاريَّة التي سادَت في زمنِ كتابةِ الوحي. وهذه الإختِلافات الحضاريَّة تُبطِلُ قيمَةَ الحقيقة التي تُعلِّمُها كلمةُ الله."
صحيحٌ أنَّ هناكَ الكثير من المقاطِع الكِتابيَّة التي تحتاجُ إلى تفسيرٍ على ضوءِ الحضارة، مثلاً في كورنثوس الأولى 11، حيثُ يقولُ بُولُس أنَّهُ في كُورنثُوس، إن كانت امرأةٌ تُظهِرُ بقصِّها شعرِها أنَّها كانت مُومِساً، فإذاً على المرأة المسيحيَّة أن لا تقُصَّ شعرَها بل أن تُرخِيَهُ. وعندما لا تُوجَد هكذا عادة، فهذا يعنِي أنَّ المرأة مُمكِن أن تقُصَّ شعرَها.
ولكن هُناكَ الكَثير من المقاطع الكِتابِيَّة الأُخرَى تُسمَّى "ما فوق الحضاريَّة،" مما يعنِي أنَّها لا ينبَغي أن تُفسَّرَ على ضَوءِ الحضارة التي كُتِبَت فيها، علينا أن نُفسِّرَ حضارَتنا على ضوءِ كلمةِ الله، وليسَ أن ندعَ الحضارَةَ تُفسِّرُ كلمةَ الله. لقد أُعطِيَت كلمةُ الله لكَي تُؤسِّسَ حضارَة تقوى وعبادة الله. أحدُ هذه المقاطِع هو في تكوين الإصحاح الأول، حيثُ خلقَ اللهُ المرأةَ كمُعينٍ أو مُكمِّلٍ للرجُل. إنَّ الرجُل لم يكُن كامِلاً بِدُونِ المرأة. والمرأة لم تكُن كامِلة بدونِ رجُلٍ تُكمِّلُه. فصارَ الرجُلُ والمرأةُ واحِداً، وسُمِّيا آدم وليسَ آدميون.
فبِدونِ زوجَتِكَ أنتَ لستَ سِوَى جزء مما ستكُونهُ. فأنتَ إذاً غيرُ كامِلٍ. وبدونِ زوجٍ تُكمِّلِينَهُ، أنتَ غيرُ كامِلَة. فاللهُ يجمعُ الإثنين إلى واحد، فَيُشكِّلانِ معاً شخصيَّةً واحِدَةً مُتكامِلة، ومعاً يستطيعان إتمامَ الكثير من الأشياء. فالآن هذا هو تعريفٌ كِتابِيٌّ فَوق حضاري (أي غير مُتأثِّر بالخلفيَّةِ الحضارية) لدورِ الزوج والزوجة.
- عدد الزيارات: 11274