الفصلُ الثانِي عشَر "أعظَمُ أزَمَاتِ يسُوع المسيح" - صلاةُ الرَّبّ
صلاةُ الرَّبّ (متَّى 26: 38، 39)
بما أنَّ يسُوعَ لم يُصلِّي أبداً الصلاةَ التي أعطاهَا لتَلاميذِهِ ليُصلُّوها، فإنَّ هذه الصلاة هي التي ينبَغي أن نُسمِّيَها صلاةً نمُوذَجِيَّة لنا جَميعاً. الكَلِماتُ المِفتاحِيَّة هي، "لِتَكُنْ لا إرادَتي، بل إرادتُكَ!" هذه الحقيقَةُ ذاتُها هي في قَلبِ صلاةِ التلاميذ. هذه الصلاة تُعلِّمُنا أيضاً أنَّ الصلاةَ هي بشكلٍ أساسيّ تناسُقٌ بينَ إرادَةِ المُؤمِن وبينَ إرادَةِ الله – وهيَ إختِبارُ حُضُورِ اللهِ الذي يجعَلُنا ننسَجِمُ معَ إرادَتِهِ، وينتُجُ عن ذلكَ كونُنا مدعُوِّين حسبَ قصدِهِ (رُومية 8: 26- 28).
الجزءُ الأوَّلُ من صلاة يسُوع هذهِ هُوَ أيضاً تعليميٌّ ونمُوذَجي: "أيُّها الآبُ، إن أمكَن فلتَعبُرْ عنِّي هذه الكأس." كأولادٍ لله، لدينا دائماً الحَقّ بأن نُصَلِّي بِهذهِ الطريقَة. فإذا تَمَّ إخبارَكَ بأنَّهُ تمَّ إكتشاف مرض السرطان الخبيث عندَك، أو عندَ أحدِ أحبَّائِكَ، لدَيكَ الحَقُّ والمَسؤُوليَّةُ بأن تُصَلِّي بهذه الطريقة. بِكَلماتٍ أُخرى، لديكَ الحقُّ بطَلَبِ الشفاء. ولكن أن تُصلِّي كما صَلَّى يسُوعُ في هذه الصلاة النَّمُوذَجِيَّة، عليكَ أن تُنهِي هذه الصلاة بالقَول، كما تُعبِّرُ عن ذلكَ إحدَى الترجمات: "ليَكُن لا ما أُريدُهُ أنا بل ما تُريدُهُ أنتَ."
يعتَقِدُ الكثيرونَ أنَّهُ من عَدَمِ الإيمان أن نُصلِّي للشِّفاء ونحنُ نقُول، "إذا كانت هذه مشيئتُكَ يا رَبّ." أنا لا أستطيعُ أن أفهَمَ كيفَ يُمكِنُ أن يقُولَ الناسُ هذا، بينما إبنُ اللهُ نفسُهُ صَلَّى بهذه الطريقة في أعظَمِ أزَمَةٍ إجتازَها. ولو لم يُصَلِّ يسُوعُ بهذه الطريقة فيما يتعلَّقُ بالصليب، لما كان هُناكَ خلاصٌ لأيٍّ منَّا. فكُلُّ المُخَلَّصِين سيكُونُونَ مَمنُونِينَ للأبد أنَّهُ، نتيجَةً لصلاةِ يسُوع النمُوذَجِيَّة هذه، حصلَ إنسجامٌ بينَ مشيئةِ اللهِ الآب، وبينَ مشيئَةِ اللهِ الإبن، الأمرُ الذي أدَّى إلى خَلاصِنا.
- عدد الزيارات: 11582