Skip to main content

الفصلُ العاشِر نُبُوَّةُ حَجَّي - عِظَةُ حَجَّي الثانِيَة

الصفحة 3 من 6: عِظَةُ حَجَّي الثانِيَة

عِظَةُ حَجَّي الثانِيَة: (رَكِّزوا وُجهَةَ نظَرِكُم" (2: 1-9)

كان هيكَلُ سُليمان الأساسي قد بُنِيَ بموادٍ باهِظَةِ الثمن، مثل الذهب والفضة والحجارة الكريمة. فكُلُّ المجد الذي كانَ لسُليمان وكُلُّ ثروتِهِ وفَّرت المواد التي منها بُنِيَ الهيكَلُ الأوَّل. وعندما قامَت البقيَّةُ من شعبِ يهُوَّذا بإعادَةِ بِناءِ الهَيكَل، كانُوا لاجِئينَ فُقراء. والمصادِرُ الوحيدَةُ للمواد التي توفَّرت في أيدي العائِدينَ من السبي كانت ما تمَّ إسترجاعُهُ من حُطامِ ورُكامِ الهيكَلِ الأوَّل، أو ما زوَّدَهم بهِ الأمبراطُور الفارِسي قُورُش.

كثيرونَ من الذين شارَكُوا ببناءِ الهيكَلِ الثاني، لم يسبِق لهُم أن رأوا الهيكَلَ الأوَّل، كونَهم وُلِدُوا خلالَ السبيِ في بابِل. الشُّيُوخ الذينَ رأوا الهَيكَلَ الأوَّل لم يكُن بِوُسعِهم إلا أن يبكوا على هيكَلٍ لن يكونَ أبداً بمجدِ الهيكَلِ الأوَّل (عزرا 3: 12، 13).

في عظَةِ حجَّي الثانِيَة، تعامَلَ هذا النبِيُّ معَ الحُزن والفَشَل اللَّذينَ شعرَ بهما العائِدونُ من السبي. فذكَّرَهُم حَجَّي أنَّ معنى الهيكَل كانَ رُوحيَّاً أكثرَ منهُ مادِّيَّاً. (فخيمَةُ الإجتِماع في البرِّيَّة كانت مُجرَّدَ خيمة!) وذكَّرَهُم حجَّي أيضاً أن روحَ اللهِ كانَ معهُم. 

إنَّ عِظَةَ حجَّي الثانِيَة ركَّزَت على حاجَةِ الشعب إلى تركيزِ وجهَةِ نظرهِم. إن كلمة "وُجهة نظر" تعني، "النظَر من خِلال." هُناكَ أوقاتٌ يَحضُّنا فيها الكتابُ المقدَّس على أن نتذكَّر، وهُناكَ أوقاتٌ يُعلِّمنا فيها الكتابُ المقدَّس على أن ننسى ما هُوَ وراء.

أحياناً يكونُ النَّظَرُ إلى الوراء مُؤذِياً لنا لدرجةِ أنَّ اللهَ يستخدِمُ أنبِياءَ مثل حجَّي لكَي يتحدَّانا أن نتحلَّى بنوعٍ من "الرُّؤيا من خِلالِ نفَق،" أي أن ننسى كُلَّ العوائِقَ والمُشوِّشات، وأن ننظُرَ ببساطَةٍ من خِلالِ نفق إلى الحاضِر والمُستَقبَل، وإلى ما يُريدنا اللهُ أن نعمَلَ من أجلِه. هذا هُوَ جوهَرُ رِسالَةِ حجَّي في عِظَتِهِ الثانِيَة.

عظَةُ حجَّي الثالِثة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 13144