سِفرُ أيُّوب
بِحَسَبِ أوَّلِ سِفرٍ منَ الأسفارِ الشِّعريَّةِ الخَمسة، الحياةُ صَعبَةٌ، ويُمكِنُها أن تَمتَلِئَ بالآلامِ المُبَرِّحَة والمُربِكَة. وشعبُ الله طالَما تألَّمَ على مَرِّ الزَّمان. فمُنذُ نهايةِ الحربِ العالميةِ الثانية حتى اليوم فاقَ عددُ الذين تألَّموا وضَحُّوا بِحياتَهم بالمَوتِ لأجلِ يسوع المسيح في هذه الفترة، عددَ جميعِ الذين إستَشهَدُوا من أجلِ إيمانِهم بالمسيح في تاريخ المسيحية. وما يُمكِنُ أن يَكُونَ أبكَرَ أسفارِ الكتابِ المُقدَّس كِتابَةً، يُخبِرُنا أنَّ الألَمَ والمُعاناة لا مَفَرَّ منهُما، أمَّا التَّعاسَةُ فيُمكِنُ تحاشِيها. سِفرُ أيُّوب هُوَ رِسالَةُ اللهِ إلى قُلُوبِ شَعبِهِ عندما تُعانِي قُلُوبُهم منَ الألَم.
يُؤمِنُ الكثيرون أن سفرَ أيُّوب كُتِبَ في مرحَلَةِ الآباء. ونَقرَأُ أنَّ أيُّوب عاشَ بعدَ تجربةِ ألمِهِ، لمدَّةِ مائة وأربعين سنةً وماتَ شبعان أيَّاماً. (أيُّوب 42: 17) ومُدَّةُ حياتِهِ الطَّويلة تنسَجِمُ معَ أعمارِ الآباء الذين نقرَأُ عنهُم في بِدايَةِ سِفرِ التَّكوين.
أسلُوبُ سِفر أيُّوب الأَدَبِيّ
إنَّ قَضِيَّةَ أُسلُوبِ سِفر أيُّوب الأدَبِيّ تَتِمُّ الإجابَةُ عنها عندما نتأمَّلُ بِالمكانِ الذي تمَّ فيهِ وضعُ هذا السِّفر في ترتيبِ أسفار الكتابِ المُقدَّس. فهذا السِّفرُ هُوَ واحِدٌ من أعظَمِ القَصائِدِ الشِّعريَّة التي سَبَق وكُتِبَت. فسِفرُ أيُّوب يُمكِنُ أن يُقدَّمَ، لا بَل سبقَ وقُدِّمَ كمَسرَحِيَّةٍ. تأمَّلُوا بهذه الرِّسالَة العَميقة التي وجَّهَها اللهُ للقُلُوبِ المُتألِّمَة، في مسرَحِيَّةٍ تتألَّفُ من ثلاثَةِ فُصُول. فعِندَما يُرفَعُ السِّتارُ للفَصلِ الأوَّل، يُعطينا المَشهَدُ الأوَّلُ الخَلفِيَّةَ المُلائِمَة لما يُمكِنُ أن يَكُونَ أقدَمَ قِصَّةٍ في الكتابِ المُقدَّس.
- عدد الزيارات: 6893