Skip to main content

خدمة النساء

أولاً-لنا في العهد الجديد تعليمات محددة عن مركز النساء وخدمتهن في الكنيسة. ويمكن تلخيص هذه التعليمات باختصار فيما يلي:

أ-تتساوى المرأة مع الرجل في موضوع الخلاص والقبول أمام الله "ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً واحد في المسيح". (غل3: 28)

ب-على أن ذلك ليس معناه اختفاء الفوارق في الجنس في الكنيسة. فالكتاب المقدس يفرق بين الذكر والأنثى في أمور الحياة اليومية. مثلاً يعلمنا الكتاب في أفسس 5 "أيها النساء اخضعن لرجالكن" (22) "أيها الرجال أحبوا نساءكم" (25).

ج-ولذلك نقول إن المرأة على قدم المساواة مع الرجل فيما يتعلق بموقفها أمام الله. أما فيما يختص بمكانها في الكنيسة فإن هناك تمييزاً. وهذا التمييز بكل اختصار هو أن المرأة يجب أن تخضع للرجل (1كو11: 3).

ثانياً-والأوامر الآتية موضوعة في كلمة الله بصفة خاصة لكي توضح الطرق المختلفة لإظهار هذا الخضوع:

أ-يجب أن تصمت في الكنيسة (1كو14: 34و 35) وقد أوضح الوحي المقصود بصمتها فيما يلي:

1-غير مسموح لها أن تعلّم (1تي2: 12)

2-يجب عليها ألا تسأل أسئلة بطريقة علنية (1كو14: 35)

3-يجب أن تتعلم الصمت وبكل خضوع (1تي2: 11)

ب-يجب ألا تصلي أو تتنبأ ورأسها مكشوف (1كو11: 5). أما أن هذا لا يسمح للنساء أن يصلين علانية في الكنيسة فقد ورد تأكيده بقوة في 1تي2: 8

"فأريد أن يصلي الرجال في كل مكان"

وكلمة "الرجال" هنا تعني الرجال وليس النساء, فالكلمة في اليونانية تستبعد النساء.

ثالثاً-أما إذا فرضت هذه التعليمات على النساء بروح الخشونة والشرعية فغالباً ما تكون النتيجة ذا وجهين:

أ-لا يرضى الله بخضوع مفروض فرضاً ولا ينبع من القلب (مز51: 17)

ب-تكون النساء عرضة للشعور بالمرارة والاشمئزاز. أما إذا ما فهمت الأسباب بوضوح, وكانت الطاعة من قلب محب خاضع فإن ذلك يكون كثير الثمن قدام الله (1ص15: 22)

رابعاً-لقد تنازل الله في نعمته فقرر بعض المبادئ الأساسية في كلمته ليوضح السبب في خضوع النساء المؤمنات للرجال

أ-أولاً تبعاً لنظام الخليقة, فالرجل مقدم على المرأة "آدم جُبِلَ أولاً ثم حواء" (1تي2: 13)

"لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل" (1كو11: 8)

والقضية هنا هي أن النظام الذي رسمه الله في الخليقة هو النظام الذي يقصد أن يسود في الكنيسة ألا وهو أن رأس المرأة هو الرجل (1كو11: 3)

ب-ثانياً, يبرز غرض الخليقة أن الرجل رأس المرأة "لأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل" (1كو11: 9)

ج-ثالثاً, دخلت الخطية إلى العالم عندما اغتصبت حواء السلطة على زوجها آدم. "وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي" (1تي2: 14). والرب لا يريد أن تفسد خليقته الجديدة بهذا الأسلوب من العصيان ولذلك فقد أوصى بأن تخضع المرأة.

د-رابعاً, يشير بولس إلى شهادة العهد القديم المستمرة ليبرهن على أن المرأة يجب أن تكون في خضوع (1كو14: 34) "يخضعن كما يقول الناموس أيضاً". ومع أنه لا توجد وصية خاصة تورد هذا بصراحة إلا أن ذلك هو فحوى العهد القديم.

ه-يورد الكتاب سببين إضافيين بشأن التعليم الخاص بأن النساء يتغطين, وهما

1-إن الملائكة تنظر وتشاهد "لهذا ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة" (1كو11: 10). ويبدو كأن هذه الآية تصور أجناد الملائكة تلاحظ نظام خليقة الله على الأرض, وتقول الآية إن النساء يجب أن يغطين رؤوسهن كعلامة لسلطان الرجل, وهكذا يرى الملائكة أن تعدي حواء في الخليقة الأولى ليس متبعاً في الخليقة الجديدة.

2-الطبيعة نفسها تعلِّم هذا الدرس "أم ليست الطبيعة نفسها تعلمكم...." (1كو11: 14). ففي الخليقة الأصلية أعطى الله المرأة غطاء مميزاً وهو الشعر الطويل. ويستخلص بولس من هذا أن فيه مبدأ إلهياً وهو أن المرأة يجب أن يكون لها غطاء فوق رأسها عندما تصلي أو تتنبأ.

خامساً-وقد يبدو لبعض الناس أنه بما أن المرأة يجب أن تكون في خضوع للرجل فلذلك ليس لها مكان أو خدمة في برنامج الله. ولكن الكتاب المقدس يناقض هذا الرأي فيرينا أن خدمة المرأة وإن لم تكن علنية إلا أنها خدمة حقة وهامة.

أ-فهي ستخلص بولادة الأولاد (1تي2: 15). وقد تعني هذه الآية الصعبة أن الأم التقية, مع كونها ممنوعة من الخدمة العلنية, إلا أنها لم تنزل في مكانتها إلى درجة تصبح فيها عديمة الفائدة. فعملها أن تنشّئ أولادها في خوف الرب وتقواه. وإذا ما سلكت هي وزوجها في الإيمان فقد يكون لها في يوم من الأيام أولاد يكرزون بالكلمة ويعلمونها. ولذلك فقوله "تخلص" قد يشير إلى خلاص مركزها وامتيازها, لا إلى خلاص نفسها ولا حتى إلى خلاصها من الموت الجسدي في أثناء الولادة. فهي لا تصبح صفراً على اليسار بل ستكون لها الخدمة المباركة, خدمة تنشئة أولاد يحيون لمجد الله.

ب-وهناك أمثلة أخرى لخدمة النساء مذكورة في العهد الجديد كهذه:

1-اللواتي يخدمن من أموالهن (لو8: 3)

2-في كرم الضيافة (رو16: 1)

3-تعليم الحدثات (تي2: 4)

سادساً-هناك أسئلة واعتراضات بشأن موضوع خدمة النساء. ومنها ما يلي:

أ-أفليست آراء بولس في هذا الصدد هي آراء شخص أعزب لا ينتصر للنساء؟ وجواباً على ذلك نقول: بل على النقيض من ذلك فإن هذا التعليم هو تعليم روح الله القدوس, أو كما كتب في 1كو14: 37 "وصايا الرب".

ب-أليس من الممكن القول أن بولس إنما كان يعلم تعليماً محلياً جرت العادة عليه في تلك الأيام ولم يقصد أن يطبق هذا علينا في يومنا هذا؟

وجواباً على ذلك نقول أن رسالته الأولى إلى كورنثوس لم تكتب لكنيسة الله في كورنثوس فحسب, بل إلى "جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان" (1كو1: 2). ولذلك فالتعليمات الواردة فيها تنطبق على الجميع.

ج-ألم يقل بولس في 1كو11: 16 أن الأشياء التي كان يعلمها ليست ملزمة وإن عادات كهذه لم تكن لكنائس الله؟ ( "ولكن إن كان أحد يظهر أنه يحب الخصام فليس لنا نحن عادة مثل هذه ولا لكنائس الله" ).

وجواباً على ذلك نقول أن تفسيراً كهذا يهدم حقيقة وحي الكتاب المقدس وسلطانه. إن ما تعلمه الآية هو أن الخصام على وصايا الرب هذه لم تكن عادة الكنائس فإن هذه قد قبلت الوصايا وإطاعتها بدون مجادلة أو محاولة للتحلل منها عن طريق تفسير أو تحليل.

د-بما أن شعر المرأة قد أعطي لها عوض برقع, أفليس هذا هو البرقع الوحيد المطلوب؟

وجواباً على ذلك نقول إن هناك غطاءين في 1كو11, فشعر المرأة مذكور في عدد 15 أنه غطاء, ولكن برقعاً آخر يتضح من عدد 5.

ه-أليس المقصود بأن تصمت النساء في الكنائس (1كو؛1: 34) هو أن يمنع النساء من الثرثرة والكلام في أثناء الخدمة؟

وجواباً على ذلك نذكر أن الآية تقول "ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن". وكلمة "يتكلمن" هنا لا تعني "الثرثرة" أو "الجلبة" أبداً في العهد الجديد. والكلمة عينها مستعملة عن الله في عدد 21 "إني بذوي ألسنة أخرى....سأكلم...."

و-وهناك أسئلة عديدة أخرى, مثلاً هل يحق للمرأة أن تشهد علنية أو أن تذكر تقريراً عن عملها المرسلي أو أن ترنم ترنيمة منفردة. ولذلك نقول أنه حيث لا تذكر وقائع فردية فإن المبادئ العامة للكلمة هي التي تُطبّق.

ولذلك ينبغي أن نسأل أنفسنا في كل موقف مشكوك فيه:

هل يشكل هذا اغتصاباً لسلطة الرجل؟

هل بذلك تأخذ المرأة مكان القيادة؟

أهي تعلّم الكلمة؟

ولما كانت هذه الأمور ممنوعة لذلك يجب أن نتجنب كل ما يشكّل كسراً لروح هذه التعاليم التي تعلمنا إياها الكلمة.

سابعاً-إن قصد الله من إعطاء هذه التعليمات هو لخير شعبه ولمجده هو. وحيثما يتجاهل الإنسان كلمة الله أو يتعداها متعمداً يحل الخصام والشقاق. ولقد نجم عن اغتصاب المرأة لسلطة الرجل وقيامها بالتعليم الجهري قيام الشيع المختلفة المعروفة التي لعبت فيها المرأة دوراً كبيراً.

ومن الناحية الأخرى ما أجمل وأحلى أن تأخذ النساء المؤمنات مكانهن المعين لهن من الله وأن يظهرن "زينة الروح الوديع الهادئ" (1بط3: 4)!

  • عدد الزيارات: 6725