واجبات المؤمن
أ- درس كلمة الله: لا يستطيع المؤمن المولود من الله أن يستغني عن درس كلمة الله لأنها غذاؤه كاللبن "العقلي العديم الغش" (1 بط 2: 2) كما قال الرب "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت 4: 4). ولأنها السراج الذي ينير له الطريق (مز 119: 105) والدليل لهدايته في طريق الحياة (مز 119: 24، 59)- كما أنها كالماء تطهر حياته وتنقيها (أف 5: 26).
لذلك من الضروري أن يدرس المؤمن كلمة الله ويفحصها يومياً بروح الخشوع والتأمل المقترن بالصلاة وأن يطبق كل ما يتعلمه منها على حياته العملية.
ب- الصلاة: لا يستطيع المؤمن أن يستغني عن الصلاة لأنها بمثابة التنفس للإنسان الجديد. بها يسكب المؤمن كل ما بقلبه أمام الله وينال منه السلام والفرح والاستجابة. ومطلوب من المؤمن أن يُصلي في كل حين (لو 18: 1)، وبلا انقطاع (1 تس 5: 17) أي أن يكون قلبه مرفوعاً إلى الله باستمرار وفي اتصال دائم معه. وفي الصلاة شركة مع الله وتمتع وشبع في محضره. والمؤمن يصلي لأجل عمل الرب، ولأجل خدام الإنجيل (كو 4: 3) ولكي يُرسل رب الحصاد فعلة إلى حصاده (مت 9: 38). ويصلي لأجل حياته الروحية لكي ينال رحمة ونعمة عوناً في حينه (عب 4: 16). ويصلي لأجل أعوازه الزمنية فلا يهتم بشيء بل في كل شيء بالصلاة (في 4: 6). ويصلي لأجل جميع المؤمنين متشفعاً إلى الله لأجلهم بحسب أعوازهم الروحية وظروفهم الزمنية وضيقاتهم وأمراضهم (يع 5: 16) ويصلي لأجل جميع الناس، ولأجل الحكام وجميع الذين هم في منصب (1 تي 2: 1، 2)، ويصلي لأجل الخطاة ليجتذبهم الله إليه بنعمته. ويصلي لأجل الذين يسيئون إليه ويضطهدونه (مت 5: 44). وبالإجمال يصلي بكل صلاة وطلبة كل وقت (أف 6: 18).ويجب أن تكون صلاته "في الروح القدس" (يه 20) لأنه بدون معونته لا يعرف ما نصلي أجله كما ينبغي (رو 8: 26). ويجب أن تقترن صلاته بالشكر (في 4: 6)، وبالإيمان (يع 1: 6). ويجب أن تكون حياته نقية حتى لا تُعاق صلاته (مز 66: 18، 1 بط 3: 7)، وأن تكون صلاته بحسب مشيئة الله (1يو 5: 14) فلا يطلب شيئاً رديئاً (يع 4: 3)، وأن تكون صلاته باسم المسيح (يو 14: 14 ) أي تكون متفقة مع ما يليق بهذا الاسم الكريم. ويجب أن تُقترن الصلاة بالصوم بين آن وآخر بحسب إرشاد الروح القدس (مر 9: 29) ويجب أن تشمل الصلاة الاعتراف بالزلات والتقصيرات والسهوات (1 يو 1: 9) والتضرع لأجل نوال القوة الروحية لعدم العودة إليها
ج-العبادة العائلية: من واجبات المؤمن الجوهرية إقامة العبادة العائلية في بيته بمثابرة وانتظام حتى يستطيع أن يقول "أنا وبيتي نعبد الرب"، فيخصص لها وقتاُ بحسب ظروف العائلة، يجتمع فيه جميع أفراد العائلة من كبار وصغار لقراءة فصل من الكتاب المقدس مع تفسير مختصر من رب العائلة وصلوات مشتركة وتسبيح مشترك أيضاً.
د- السلوك العملي: مطلوب من المؤمن أن يسلك في القداسة العملية سلوكاً يمجد الرب ويرضيه. وهذا السلوك يكون "بحسب الروح"، ويشمل كل جوانب حياته- في البيت وفي العمل وفي الكنيسة ومع جميع الناس. وقانون سلوكه شخص الرب نفسه، يجب أن يترسم خُطاه في حياته على الأرض.
كما يجب على المؤمن أن يكون شاهداً أميناً للرب وللحق بحياته وبكلامه، كنور في هذا العالم. هذا عدا الواجبات الأخرى التي سيأتي الكلام عنها، مثل كسر الخبز، والعبادة الجهارية، والصوم والعطاء ونواحي الخدمة المختلفة.
- عدد الزيارات: 6739