ثبات مركز المؤمن
جميع العطايا التي يحصل عليها المؤمن بمجرد إيمانه القلبي بالمسيح هي من نعمة الله الغنية المطلقة ولا يستند شيء منها على أي استحقاق بشري، بل جميعها مؤسسة على عمل المسيح الكامل على الصليب. ومن ثم فجميع هذه العطايا كاملة وثابتة وأبدية- غفران الخطايا والتبرير والتقديس والولادة الثانية وسكنى الروح القدس البنوة لله والخلاص....الخ وجميعها مضمونة للمؤمنين لأن عطايا الله هي بلا ندامة، ولأن أساسها ثابت وكامل، وضامنها المسيح بشفاعته لأجلهم عن يمين الله (عب 7: 22) ولذلك يقول الرب "خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي... ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي" (يو 10: 27-29). فالمؤمن محفوظ (يه 1) ومحروس بقوة الله، وميراثه محفوظ أيضاً (1 بط 1: 4، 5). والمؤمن كذلك عضو في جسد المسيح، وجسد المسيح كامل لا يمكن أن يُفقد عضو منه.
أما الارتداد فهو للمعترفين بالمسيح بالاسم فقط المتظاهرين بالإيمان عن غير حقيقة، مثل المزروع على الأرض المحجرة الذي عندما أشرقت الشمس بالحر جف وانتهى إذ لم يكن له عمق. فالذي يهلك هو الذي لم يحصل على الولادة الثانية أما المؤمن الحقيقي فليس "من الارتداد للهلاك بل من الإيمان لاقتناء النفس" (عب 10: 39) "لأن الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح" (1 تس 5: 9).
ولكن إذا تساهل المؤمن في عشيته، وقصر في واجباته العملية، وأُخذ في زلة، فالله يتعامل معه بوسائل إلهية لرد نفسه. وإذا اقتضى الحال "يُؤدب من الرب" ولكن "لا يُدان مع العالم" (1 كو 11: 32). والآب السماوي يُؤدب أولاده للمنفعة ولكن مقامهم ومركزهم كبنين وارثين ثابت ومحفوظ (عب 12: 10) بفضل الشفيع الذي لنا عند الآب (1 يو 2: 1).
- عدد الزيارات: 3423