Skip to main content

إصحاح 3

"وكان الصبي صموئيل يخدم الرب أمام عالى. وكانت كلمة الرب عزيزة في تلك الأيام. لم تكن رؤيا كثيرة". وهكذا هي الآن. ونحن إن كنا كأطفال صغار فإننا نخدم الرب حقيقة.

ومع أنه ليست هناك رؤيا كثيرة ولكن أفلا يمكن القول أن كلمة الله عزيزة في هذه الأيام الأخيرة- في ختام العصر المسيحي كما في نهاية أيام شيلوه؟

وابتدأت عينا عالى تضعفان حتى لم يقدر أن يبصر. وهكذا تضعف البصيرة حيثما يكون الشر معروفاً ومسموحاً به ويُبرر. وتكون النتيجة الحتمية لذلك ضعف الإدراك للحق الإلهي، "وقبل أن ينطفئ سراج الله" أليست هذه نقطة خطيرة أن شهادة الروح القدس في لمعانها يخفت بريقها في الحال في هذا العالم المسكين، قبل أن يترك الله المقاومين والأشرار لعمل الضلال فيظلموا العالم في تيه وتشويش قوي؟ إن الليل تزداد حلكته. ألم تغط الطقوس الوثنية وعبادة البعل كل الأرض. أهذا وقت للامبالاة؟ وهل هو وقت للاسترخاء والأحلام لمن هم على شاكلة عالى وشاكلة صموئيل؟ فلا هم باردون ولا هم حارون؟ كلا فقد سُمع صوت الرب ولكن ليس عن طريق عالى "من له أذن للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس". أما الذي سمح للشر مع أنه أدانه فلم يكن له أذن ليسمع. لم يسمع عالى لهذا الصوت مع أنه قد قيل له.

أما صموئيل الصغير المفطوم والمكرس والساجد فقد سمع- فُتحت أذناه ولكنه لم يفهم في البداية. أنسمع نحن صوت الروح قائلاً: أُطلب ترنيمة ما، اقرأ فصلاً من الكلمة، قُد الاجتماع في الصلاة أو في السجود؟ والكاتب يتذكر لأول مرة قال له الروح أن يقرأ الإصحاح الأول من كورنثوس الثانية وكانت الأفكار منطبقة على قلبه، مع أن هذا كان منذ وقت يزيد على أربعين عاماً. فكنت مثل صموئيل الذي لم يكن يعرف الرب بهذه الصورة. نعم فإذا انتظرنا أما الرب فإنه من امتيازنا ألا نخطئ القيادة بالروح إن كنا مع القديسين حاضرين أمام الرب، أما إذا سمحنا للشر فلن يكون الأمر كذلك. والكهنوت الرسمي لن يُسمع صوته. والمسيحية التي سقطت، فهي في فقرها ليس عندها الفكر الصحيح الذي يقود به الروح القدس عندما تجتمع معاً. آه فلكي تكون صبياً مع صموئيل قل "تكلم فإن عبدك سامع".

والآن ألا يُلفت انتباهنا أن الخراب والدينونة التي ستحل ببيت عالى يُخبر بها الصبي صموئيل؟ وما هي الخطية التي جلبت هذا الحكم الرهيب؟ ألم تتكرر مرة أخرى هنا كما رأينا- هذا الشيء الواحد- السماح بالشر الذي كان قد أدانه قبلاً؟ "ولذلك أقسمتُ لبيت عالى إنه لا يُكفر عن شر بيت عالى بذبيحة أو بتقدمة إلى الأبد".

وأما كلمات عالى الشيخ المؤثرة لصموئيل "ما الكلام الذي كلمك به الرب؟ لا تُخفِ عني". "فأخبره صموئيل بجميع الكلام ولم يُخفِ عنه. فقال هو الرب: ما يحسن في عينيه يعمل". ربما يبدو لنا أن هذا الشيخ الكاهن رجل مهذب ولطيف، وربما اتصف بالعواطف الإنسانية أو العواطف الأبوية؟ لعله كان يسميها محبة إذا تجاوز عن الشر التعليمي والأدبي ويكفيه أنه أدانه. ألا تثور الافتراءات على الذين يعملون لاستبعاد الشر وكشفه وفضحه. ليت هذا الدرس الخطير من بيت عالى تتعلمه قلوبنا جيداً! تذكروا يا إخوتي في المسيح أن القضاء يبدأ من بيت الله، كما اكتسح القضاء بيت عالى في نهاية تاريخ شيلوه.

نتعلم إذن أنه لا يكفينا أن نكون في شيلوه. ولكن يجب أن نمتلك روح صموئيل الصغير. لاحظ هذه النتائج "وكبر صموئيل" (ع19) فعندما تكون حالة النفس صحيحة ومناسبة لشيلوه سيكون هناك نمو حقيقي. "وكان الرب معه". هل أنت متيقن أن الرب معك؟ فليس هناك شيلوه إن لم يكن معك لأنه هو شيلوه الحقيقي "ولم يدع شيئاً من جميع كلامه يسقط إلى الأرض". وهكذا يبقى الآن إلى منتهى الدهر (انظررؤ3: 9). نعم وسيعرف الجميع ذلك. "وعاد الرب يتراءى في شيلوه لأن الرب استُعلن لصموئيل في شيلوه بكلمة الرب". وليس هناك من هم أكثر بهجة نظير صموئيل الحقيقيين في هذا اليوم وحتى المنتهى. نعم ومن البداية إلى المنتهى فإن الرب يعلن نفسه في شيلوه في المكان الذي اختاره- فحيثما جُمع اثنان أو ثلاثة إلى اسمه فهناك يكون في وسطهم. إنه لا يكون حيث توجد الكاتدرائيات الضخمة ولا الأدوات الموسيقية الجميلة ولا الطقوس المبهرة ولا الثياب الغالية لرجال الدين! ولا حيث الغنى والشكل المظهري! كلا فهذه جميعها لاودكية وحيث وُجدت فإنه لا يعلن نفسه بل يقف خارجاً ليقرع (رؤ3).

لنتمسك إذن بهذا الحق المبارك إلى النهاية. فكما أن الرب ظهر لصموئيل في شيلوه وكما استُعلن بنفسه لصموئيل في شيلوه بكلمة الرب فإنه سيكون هكذا الآن إلى النهاية. وليتك تتباعد عن بيت عالى فلا يمثلك. ويكفي أن يكون محضر الرب كافياً لكي يملأ عقلك وقلبك.

ومن المحتمل أن يقول بيت عالى "إلى هنا أعاننا الرب" وقد يكون هناك الكثير من الافتخار في المسيحية، إنها روح لاودكيه. لا تنس أن الفلسطينيين ليسوا بعيدين عن ذات المكان، ذلك لأن الفلسطينيين في الأرض وإن كانوا ليسوا منها وقد جُمعوا وأعدوا قوتهم. ودُمرت شيلوه. وذهب صموئيل إلى الرامة حيث بيته- والرامة معناها "الأماكن العالية". كذلك فالمسيحية ستتلاشى ولكن كنيسة الله- أي صموئيل- سترتفع إلى العلاء وستجلس حول عرش الله في المجد. ومن رامة كان صموئيل يحكم إسرائيل (ص7: 17). يقول "ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون ملائكة؟" (1كو6: 2).

ونختم ملاحظاتنا بهذه الكلمات الموجزة:

1-  إن الشعب المفدي ليس فقط في حمى الدم بل إنه أُخرج من مصر.

2-  وكان يجب أيضاً أن يأتوا عابرين الأردن إلى الأرض.

3-  وعندما يستريحون ويمتلكون فإن الرب يضع اسمه في شيلوه.

4-  وظلت شيلوه لقرون عديدة منسية غالباً.

5-  وحدثت نهضة عظيمة في شيلوه في (1 صموئيل 1- 3). وإذ نتتبع هذا المثال، نجد راعوث العروس تأتي قبل مجيء الحكم. ثم شاول الرأس والكتفين، وتبعه حكم داود.

وهكذا أيضاً الكنيسة التي افتُديت بدم الحمل. وأُخرجت من الظلمة والعبودية، وبوركت في السماويات في المسيح، كل هذا كان يجب أن يعرف قبل أن يدرك مركز الكنيسة.

فالكنيسة اثنان أو ثلاثة التي جُمعت للمسيح المقام، شيلوه الحقيقي الذي له هذه.

فهو مكان مبارك مكان السلام الهادئ- وهو عملياً لفترة طويلة أصبح ضائعاً وغير معروف. وكما أن شيلوه انتعشت بشكل ملحوظ قي (1صموئيل1- 3) كذلك في السنوات الأخيرة الماضية فإن المبدأ الحقيقي للاجتماع معاً قد استُرجع. فهو بنفسه هو الوحيد الذي له هذا السلطان. وكما كانت هناك مجموعتان أو عائلتان هكذا الآن أيضاً. إحداهما سمحت للشر بعد أن أدانته، والأخرى رغبت في استبعاد كل الشر بالانفصال إلى المسيح كشيلوه الوحيد.

ليت الرب يطبق حقه علينا جميعاً. وليت ترنيمة حنه تصبح ترنيمتنا مهما أصابنا التعبير من الجميع. ليتنا نتعلم من هذا الدرس ما يُسّر الرب! ليتنا نتعلم شيلوه عمانوئيل الذي له. ليتنا نكرمه ونلتصق به ونمجده فهو وحده المستحق "مستحق أنت يا حمل الله".

وفي وسط المفديين في المجد تكون أنت شيلوه وعندما ستأتي إلى هذه الأرض الفقيرة البائسة، والتي هي ملكك ستأخذ مجداً. وكل الأمم تتعبد لك. لك المجد من الآن وإلى الأبد آمين.

  • عدد الزيارات: 2914