Skip to main content

ترنيمة شيلوه

أرنم، تقول كيف يمكن أن نرنم والكنيسة في مثل هذه الحالة، والقضاء وشيك الوقوع؟ وهذا ما حدث تماماً مع حنة عندما ترنمت ترنيمة شيلوه فقد كانت كطائر محلق يغني.

قد تقول للطائر كيف يمكنك أن تغني؟ أفلا ترى الغيوم والأتربة في الأرض؟ فيجيب الطائر لأني أُحلّق في العلاء فوق الغيوم في السماء الزرقاء. وهكذا ترنمت حنه وهي تحلق عالية ومرتفعة. أنجد في أسفار الكتاب فرحاً يعلو ويزداد؟ فكما أن الشمس تملأ سماء الطيور هكذا الرب نفسه أمام النفس.

لم تفرح حنه بشيلوه كمكان ولكن بالرب الذي في شيلوه. إنه الشخص الذي يصنع المكان "فرح قلبي بالرب... لأني قد ابتهجت بخلاصك". وبذات الروح الواردة في رؤيا 3 وكأنها فيلادلفيه تقول: ليس قدوس مثل الرب، لأنه ليس غيرك"- وكم ننحدر سريعاً عن هذا وننشغل بالناس! فيا له من شخص قدوس اتخذته لنفسها، الذي تعاظم فوق الجميع، فاستبعدت بسببه الكل- ويا لها من ترنيمة!

فهل يسوع "شيلوه" أمام نفوسنا؟ وإذا كان كذلك فكيف نتركه؟ "يا رب إلى من تذهب؟" وهل أعمالنا تكشف أنه كاف لنفوسنا وأننا لا نسمح لأحد آخر بجانبه؟ "وبه توزن الأعمال". فالجبابرة والضعفاء معروفون لديه وطرقه العجيبة معروفة في شيلوه. اقرأ كل جملة في الترنيمة فكم يحتاج إليها كل أولاد الله الآن في شيلوه! "يضع ويرفع". وهل نجد برهاناً أكثر وضوحاً لوحي الروح القدس من هذه الترنيمة في شيلوه؟ لقد ارتفع إيمان حنه وترنيمتها إلى موضوع لم يكن معروفاً مطلقاً في ذلك الوقت- وهو الكنيسة في صورتها الرمزية الغنية بالتعليم ولكنها كانت مكتومة (أفسس3: 9).

تأمل ترتيب الأعداد8و 9و 10 في ترنيمة حنه. إنها رأت في البشرية طين الحمأة، ولكن خارج هذه الحمأة فإن الله يرفع أو يقيم المسكين والفقير "للجلوس مع الشرفاء ويملكهم كرسي المجد". أليس هذا ما يفعله الله بالضبط معنا الآن؟ ألم تؤخذ أنت كفقير هالك بعيداً عن تلك الحمأة مثل بولس؟ وألم يحدد الله لك أنك تجلس بين الشرفاء، وأنك باعتبارك جزء من جسد المسيح ترث عرش مجده؟ حسناً فليس عنده فكر أو غرض أقل من ذلك. ولكن هل هذا يعتمد بشكل أو بآخر على مدى ثباتي وتمسكي؟ أليس من المحتمل أن أرجع حتى لو كنت قديساً حقيقياً وبعد ذلك أن أهلك؟!!!

لا شيء من هذا، تقول حنه "أرجل أتقيائه يحرس"، وأيضاً "الأشرار في الظلام يصمتون، لأنه ليس بالقوة يغلب إنسان". فابتهجي يا نفسي إذن! إنها كلمات موزونة- إنها كلمات يوم النعمة التي يجمع فيها الله كنيسته لعرش المجد في السموات.

يأتي عدد 10 وهو الشيء التالي- زمن الضيقة "مخاصمو الرب ينكسرون. من السماء يُرعد عليهم". ثم دينونة الأحياء "الرب يدين أقاصي الأرض". وبعد ذلك مُلك المسيح على الأرض "ويعطي عزاً (أو قوة) لملكه، ويرفع قرن مسيحه".

 إنه يستحيل على إنسان أن يخترع ببساطة هذا الترتيب، الذي كان غير معروف على الإطلاق للإنسان في ذلك الوقت ولكنه أصبح الآن معروفاً جيداً وكذلك مقاصد الله. فأولاً اختطاف الكنيسة إلى عرش مجده، وثانياً يوم الرب الذي ينتهي بدينونة الشعوب الأحياء، وثالثاً إقامة المسيح كشيلوه الحقيقي المسيا الملك على الأرض. وليخبرني الملحدون كيف يحدث هذا، أن تترنم حنه بكل هذه الأمور قبل إعلانها بأكثر من ألف سنة؟ إن ترنيمة شيلوه المدهشة هي برهان واضح للوحي الإلهي. وفي ذلك الوقت كانت هي موضوع ترنيمات الذين اجتمعوا إليه كشيلوه الوحيد. ليتنا نكون أكثر من حنه، فبدلاً من أن تسحقنا حالة المسيحية الآن، وحالة الذين اجتمعوا إلى شيلوه، كمكان، وهو المكان الذي في حضرته حيث السلام الهادئ. نعم فبدلاً من التطلع إلى حالة هذه الأشياء فتسقط قلوبنا في داخلنا، ليتنا نكون مثل حنه ومثل الطائر الذي يرتفع فوق جميع هذه ونفرح فقط بالرب.

لاحظنا أنه كانت هناك عائلتان في المكان الواحد الصحيح أي شيلوه. إحداهما مصادق عليها والأخرى غير مصادق عليها- فما هو الاختلاف؟ لعل هذا يساعدنا في فهم فكر الرب الآن، خاصة عندما تكون هناك مجموعتان وكلاهما يعلن أنهم مجتمعون للرب. إن الكلمات واضحة جداً "وكان الصبي يخدم الرب أمام عالى الكاهن". هذا هو المحك الأول. فهل نحن نخدم الرب أم نخدم ذواتنا؟ أيهما نخدم؟ ليتنا لا نتهرب من هذا السؤال.

"وكان بنو عالى بني بليعال. لم يعرفوا الرب". لقد كانوا الخدام الرسميين لشيلوه! وهل يمكن أن يحدث ذلك الآن؟ ونحن لا نسأل إذا كان من الممكن أن يفشل أو يسقط مؤمن حقيقي؟ يا للأسف فإن كل مؤمن حقيقي يعرف ويعترف بإمكانية حدوث ذلك. ولكن نسأل هل من الممكن أن يقوم بعمل الشر أولئك الذين هم في المكان الصحيح أو الذين هم على الأساس الصحيح كما يقولون، ويعملون الشر كما يعمله أولئك الذين لم يعرفوا الرب؟ نعم وبنفس الدافع كما عمله بنو عالى. ماذا كانوا يفعلون؟ "فيضرب في المرحضة أو المرجل أو المقلى أو القدر، كل ما يصعد به المنشل يأخذه الكاهن لنفسه، هكذا كانوا يفعلون... في شيلوه" (ع14). كان الشر يُفعل في أبواب خيمة الاجتماع في شيلوه.

"وكانت خطية الغلمان عظيمة جداً أمام الرب. لأن الناس استهانوا بتقدمة الرب". هذا هو جذر الشر الذي كان يفعله أولئك الغلمان الذين لم يعرفوا الرب. ولكن انظر المفارقة "وكان صموئيل يخدم أمام الرب وهو صبي متمنطق بأفود من كتان". آه يا إخوتي هذا هو العلاج لكل الشر في شيلوه لكي نخدم حقيقة أمام الرب متمنطقين بالبر العملي. ألعلنا نُقدّر ذلك؟

وأرسل الرب رسولاً، وهو رجل الله إلى شيلوه (ع27). وأعلن الله عن القضاء الآتي على بيت عالى، تماماً كما عرّفنا الآن بالقضاء الآتي على المسيحية في لاودكية. ولكن ما هو الفشل الملحوظ في عالى؟ إنه سمح بوجود الشر. ويبدو أنه كان في نفسه شيخاً لطيفاً مؤنساً، وبينما كان يدين الشر كان متساهلاً في أن يسمح به ويقبل استمراره. وإذ سمح به فقد حُسب شريكاً فيه. فهل هذا استحضر قضاء الله على بيته وعلى شيلوه حيث أسكن اسمه القدوس فيه في البداية؟ بالتأكيد هذا ما حدث بحسب الكلمة التي قالها رجل الله.

أفلا يوجد الآن في هذه الأيام رجل لله الذي يبعث بتحذيره لبيت عالى المحبوب، الذي فيما أدانه من شر فإنه سمح به وسار فيه؟ أفلا يدهشنا ما تلقيه هذه الثلاثة الإصحاحات من ضوء على مسالكنا في هذه الأيام؟ وبالتأكيد نستطيع أن نميز بين ما يصادق الله عليه وما يدينه. ولا شيء في هذه الأيام مكروهاً لدى الناس ويُساء الحكم فيه قدر الاستبعاد للشر الظاهر بكل أمانة- خاصة الشر التعليمي المختص بشخص المسيح. ولكن هل الله يسيء الحكم مثل الإنسان أم لا يصادق؟ اقرأ رسالة رجل الله إلى عالى- ليتنا نقرأها في خوف الرب- يقول "والآن يقول الرب حاشا لي إني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون" (ع30). وهذه هي أهم كلمة لنا. قد نشغل كثيراً بسلطان الكنيسة ونتساءل عن الاتحاد في الحكم أم الأغلبية أم...؟ ولكن هل نعرف حضور الرب الحقيقي؟ أنعرفه حقيقة كما يجب إذا رأيناه؟ هذه هي النقطة. أنعترف به حاضراً حقيقة مجتهدين في طلب فكره؟ أليس هو حاضراً بالإيمان؟ إنه سيكون حيث نعترف به بالحق. سيكرم أولئك الذين يكرمونه ويصونون حقه.

  • عدد الزيارات: 2815