Skip to main content

الفصل السابع: موت المسيح

الصفحة 1 من 3

ثالثاً: عمل المسيح

بما أن الإنسان خاطئ، فانه في حاجة إلى مخلّص، وقد جاء يسوع المسيح لإتمام هذا الدور "وان الآب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم" (1يوحنا 4: 14) والواقع لا يستطيع أحد أن يكون مخلّصاً للبشر سوى ابن الله وحده، وسوف نكشف القناع - في هذا الفصل وفي الفصل التالي - عن كيفية إتمامه هذا الخلاص.

فالخلاص معناه النجاة من الخطية، ولأن للخطية ثلاث نتائج رئيسية - كما أسلفنا - فيتضمن الخلاص، تحرر الإنسان منها جميعاً ففي يسوع المسيح مخلّصنا يمكن أن نرجع من البطل والعزلة، لكي نتصالح مع الله الآب في السماء.. ونتحرر من عبوديتنا الأدبية، وأن يحل محل النفور وعدم الانسجام، طابع شركة المحبة، وقد جعل المسيح الجانب الأول للخلاص ممكناً بموته، والجانب الثاني بعطية روحة القدوس، والجانب الثالث بناء كنيسته. وسوف يكون الأمر الأول موضوع حديثنا في هذا الفصل، على أن يكون الأمران الثاني والثالث موضوع البحث في الفصل التالي.

وصف الرسول بولس عمل المسبح بأنه: "خدمة المصالحة" (2كورنثوس 5: 18) كما وصف إنجيله بأنه "كلمة المصالحة" (5: 19) وزد على ذلك فانه يزيدها وضوحاً في هذا النص، حيث يتحدث عن نشأة المصالحة وأصلها. فالله هو منشؤها ومصدرها كما يقول: "ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه" (5: 18) ثم "إن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه " (5: 19) وإن كل ما تم لنا بواسطة جسد يسوع فوق الصليب، كان أصلاً في فكر وقلب الله الأزلي، وان كل تفسير لموت المسيح أو خلاص الإنسان، لا يؤيد هذه الحقيقة الواقعة، لا يعتبر مخلصاً وموالياً لتعليم الكتاب المقدس "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16) وحينما يكتب الرسول بولس عن مصالحة الخطاة لله، نراه متمكناً من لغته وأقواله، فما يرسمه الله ويريده يتممه المسيح بموته "لأنه فيه سُرَّ أنْ يحلّ كل الملء وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما في السموات" (كولوسي 1: 19، 20) إن الكلمة الأصلية التي ترجمت "مصالحة" هي هي التي وردت في بعض الترجمات "كفارة" في رومية 5: 11 وان الكلمة الإنكليزية التي تعني "الكفارة" تدل على عمل بواسطته يصل فريقان متنافران إلى "واحد" أو إلى حالة من الوحدة بها ينعمان، ويقول الرسول بولس في هذا النص إننا قد نلنا هذه "الكفارة" أو بالحري "المصالحة" بواسطة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، فلم نحصل عليها نحن بجهودنا الشخصية، ولكنها عطية مجانية، لأن الخطية سبّبت إبعادنا عن الله، وقد أتمّ لنا الصليب الكفارة والمصالحة.. وولّدت لنا الخطية عداوة، وأما الصليب فقد أعاد إلينا السلام، خلقت الخطية هوة بين الإنسان والله ووضع الصليب جسراً فوق هذه الهوة، حطّمت الخطية الشركة، أما الصليب فقد استردّها أو بعبارة أخرى، كما كتب الرسول بولس إلى أهل رومية "لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربّنا" (رومية 6: 23).

وسوف ننبّر على أمرين ونحن نحاول أن نوصّل ما يعلّمه الكتاب المقدس عن الصليب وهما:

1. مركزية الصليب

2. معنى الصليب

مركزية الصليب
الصفحة
  • عدد الزيارات: 11042