غاية حياة المسيحي
بعد هذا يتقدم الرسول لذكر الأشياء التي يجب أن يفكر فيها من كان المسيح حياتهم. وما هي هذه الأشياء؟ هي كل ما هو حق. كل ما هو جليل. كل ما هو مُسِّر. كل ما صيته حسن. ثم يضيف القول إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه "افتكروا" هذا التحريض يتضمن لنا أشياء كثيرة فيتضمن مواضيع تسلياتنا وتأملاتنا ونوع الكتب التي نقرأها. وإذا كنا نريد أن تكون أفكارنا محفوظة بقوة الروح القدس وحياة المسيح مُعلنة في سيرتنا وتصرفاتنا يجب علينا أن نرفض كل ما لا يتفق مع الصفات السابق ذكرها.
ثم نرى الرسول أيضاً وهو مسوق بروح الله يشير إلى نفسه مرة أخرى كمن هو قدوة. وقد أمكنه ذلك لأن المسيح كان حياته، فيقول "وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيّ فهذا افعلوا وإله السلام يكون معكم" ليس سلام الله فقط بل الله نفسه كإله السلام يكون مع الذين يقتفون أثر خطوات الرسول.
ويمكن للقارئ وحده أن يطالع بقية الإصحاح الرابع ويقرأه مرتبطاً بموضوع الرسالة الذي أشرنا إليه. ويمكننا أن نتأمل الآن في صفة أو صفتين. فيخبرنا الرسول بأنه في وسط الظروف المؤلمة التي وُجد فيها وليس في ظروف اعتيادية تعلّم بأن يكون مكتفياً ومقتنعاً بما هو فيه فلأنه امتلك المسيح واكتفى به لم يعتد بالظروف التي كانت تحيط به والسر في ذلك مدون في عدد 17 "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" فما دام يسوع سائداً على عواطفنا فلا بد أنه يقوينا في كل طريق يدعونا للمسير فيه.
- عدد الزيارات: 3111