موضوع الاموال المجمّدة
اسهبنا في عرض أسباب الخطأ في اكتناز المسيحي للثروة، ولابد أن نناقش بعض المزاعم الشائعة التي يستخدمها المؤمنون لتبرير جمعهم للمال لسد احتياجهم واحتياجات عائلاتهم المستقبلية.
الادعاء الاول هو كالتالي: انه لمن الحكمة ان نوفر نقوداً لشيخوختنا، فماذا سيحدث لنا عندما نصبح عاجزين عن العمل؟ فنحن نتوقع دائما اليوم الممطر، الذي لا نستطيع أن نعمل فيه، والله يتوقع منا استعمال المنطق السليم لما سيحدث لنا.
يبدو هذا المنطق مقنعا، إلا انه ليس لغة الإيمان، تصبح المذخرات هنا ركائز ودعامات بديلاً عن ثقتنا في الرب، لأننا لا يمكننا أن نؤمن عندما ترى.
عندما نقرر ان نوفر لمستقبلنا تقابلنا مشاكل اخرى مثل ما هو المبلغ الذي سيكون كافياً لنا؟ كم من سنوات سنعيش؟ هل سيكون هناك كساد أو تضخم؟ هل سنكون قادرين على تحمل تكاليف العلاج؟
يستحيل علينا معرفة تحديد المبلغ الذي يكفي، فنحن نصرف حياتنا في جمع الثروة لنوفر احتياجات سنوات قليلة بعد التقاعد، في ذات الوقت نكون قد سلبنا الله، في الايام التي قضيناها لتأمين حياتنا بطرق غير مضمونة.
جيد ان نعمل بنشاط من اجل احتياجاتنا الزمنية وأن نخدم الرب باذلين كل الجهد ان نضع كل ما يزيد عن احتياجاتنا الحاضرة في عمل الرب، ونثق به من جهة المستقبل، لأنه وعد من يضعه في المقدمة "وهذه كلها تزاد لكم"(متى33:6).
كتب الرسول بولس لأهل فيلبي الذين استخدموا اموال الرب، في نشر الحق "فيملأ الهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع" (فيلبي19:4).
هناك مأساة لا يمكن التعبير عنها في الفلسفة القائلة أن ينفق الشخص عمره في جمع الثروة على أمل ان يعطي وقت تقاعده للرب. وهذا يعني ان نعطي افضل سنوات عمرنا لعمل في مصلحة تجارية، ثم نعطي الرب البقية الذابلة من حياتنا ليسوع، وحتى هذه البقية الذابلة ليست مضمونة. عادة ما تنتهي قبل أن نزيل الغبار عن كتابنا المقدس ولا نستطيع درس كلمته كما ينبغي بسبب ضعف جسدنا وتهالك قوانا.
يبدو منطقياً ان نوفر لليوم السيء. ولكن حقيقة الأمر هي كما وضحها كاميرون تومسون cameon Thompson "أن الله يسكب بركاته المختارة على التواقين بأن لا يلتصق شيء بايديهم. اما الذين يهتمون بأمور الغد الماطر، اكثر من اهتمامهم بالعالم المتالم فلا يحصلوا على أي بركات من الله".
الادعاء الثاني يستعمل لتبرير ادّخار المال على الارض مبنية على رسالة تيموثاوس الاولى8:5 "وإن كان احد لا يعتني بخاصته، ولا سيما اهل بيته، فقد انكر الإيمان، وهو شر من غير المؤمن".
في هذا المقطع يتعامل بولس مع موضوع الاعتناء بالأرامل في الكنيسة، يقول أنه من مسؤوليات اقرباء الأرملة المؤمنين أن يعتنوا بها، وإن لم يكن لها أقرباء ليقوموا بهذه المسؤولية فيتحتم على الكنيسة ان تعتني بها.
والشيء المهم هنا ان بولس لا يتكلم عن ادخار المال لإعالة الأرملة في المستقبل ولكنه يتكلم عن احتياجاتها الحاضرة. فعلى المؤمنين ان يعتنوا بالاقرباء المعوزين كل الايام، وإن لم يفعلوا ذلك، فهذا انكار عملي للإيمان المسيحي الذي يعلم الحب والكرم المسيحي، حتى غير المؤمنين يهتموا باقربائهم، فالمؤمنون الذين لا يفعلون ذلك يكونون اسوأ من غير المؤمنين.
هذا العدد لا يتحدث ابداً عن الادخارأو المنح او الاموال المستثمرة في البنوك. ولكنه يتعامل مع الاحتياجات الحالية وليس الالتزامات المستقبلية.
الادعاء الثالث له علاقة وثيقة بالادعاء الثاني. حيث يعمل بعض الاباء المؤمنين على ترك ميراثا كبيرا لأبنائهم، ويعتقدون ان ذلك العمل هو المقصود به بأن يعتني الشخص بخاصته (1تيموثاوس8:5) ولا فرق لديهم إن كان ابناؤهم مؤمنين ام لا، فرغبتهم الملّحة هي ان يخلفوا لأبنائهم، ذخيرة محترمة.
احياناً تستخدم الآية الواردة في رسالة كورنثوس الثانية14:12 في التعليم بأن الأباء يجب ان يوفروا الأموال لكي يتركوها لأبنائهم. تقول الآية "...لأنه لا ينبغي ان الأولاد يدخرون للوالدين بل الوالدين للاولاد".
كما ذكرنا آنفا "فإن السياق لهذا الجزء يعالج موضوع احتياجات بولس المالية. لم يستلم اي مال من الكورنثوسيين، بل استلم تقدمات من كنائس اخرى بينما كان قد يبشر في كورنثوس (2كورنثوس7:11-8). والآن يخبرهم انه مستعد للعودة اليهم ثانية، لكنه يؤكد لهم بأنه لن يكون عبئا عليهم (2كورنثوس14:12)، بمعنى أنه لن يطلب أي معونة مالية منهم، لم ينظر الى ما كانوا يمتلكون، لكنه جعل كل همه في تقدمهم الروحي فحسب.
عند هذه النقطة يضيف قائلا "...لأنه لا ينبغي ان الأولاد يدخرون للوالدين، بل الوالدين للأولاد". فالكورنثيون كانوا الأولاد وكان بولس الأب (1كورنثوس15:4). كان يقول لهم بسخرية واضحة- ان لم يهتموا به فسوف يهتم هو بهم ويعمل على نموهم الروحي. قال لهم ذلك ساخرا لأنهم كان يجب عليهم أن يهتموا بدعمه (1كورنثوس11:9،14)، لكنه اختار أن يتخلى عن حقه هذا الذي كان له عندهم.
والنقطة الهامة التي يجدر الأنتباه إليها هي ان هذا المقطع لا يتكلم ابداً عن تخزين الاحتياطيات للمستقبل. فلم يكن ذلك هو موضوع البحث على الاطلاق ولكنها كانت مسألة احتياجات راهنة، فكأن بولس يقول "على العموم فالاولاد لا يدّخرون في العادة لآبائهم، بل الأباء هم من يدخرون لاولادهم".
والشيء الاكيد والجديربالذكر هو أن مسألة بناء ميراث للأبناء لا تجد لها أي سند في العهد الجديد. لذلك فأفضل ميراث يمكن للأباء أن يخلفوه لأبنائهم هو الميراث الروحي، أما انشغالهم بأكتناز الأموال، يمكن ان تعيق تقدمهم واهتمامهم للميراث الروحي.
فكر في كل الشرور التي نشأت من وراء التركات المالية التي خلفها المؤمنون وراءهم، العديد من حديثي السن تحطموا روحيا، بسبب حصولهم فجأة على ثروة طائلة، فسكروا في غمار الأمور المادية والملذات، وتركوا خدمة المسيح.
ثم فكر ايضا في الصراعات التي نشبت بين العائلات المسالمة نتيجة الفروق الاقتصادية والاجتماعية التي بين الاشخاص، فالاخت تغار من اختها وكذا الاخ من اخيه، ومشاحنات مريرة تستمر طيلة الحياة. فالخلافات والمنازعات العائلية بسبب وصية ميراث، لقد ورد في انجيل لوقا13:12-14، عن نزاع عائلي على الميراث وقد رفض الرب يسوع التدخل فيه. فهو لم يأتِ على الارض لمثل هذا العمل. لكنه لم يتوانَ في اصدار تحذيرٍ شديدٍ ضد الطمع، لهذا الرجل البائس الذي لم يذكر اسمه في الوصية.
والآن نجد انفسنا أمام هذا الوضع التالي: الأباء الذين عملوا باجتهاد كل حياتهم ليتركوا شيئا لأولادهم، بمرور الأيام يصبحون مسنين ومقعدين وغير قادرين للاستمرار برعاية اولادهم، فالاولاد الغير شكورين يبدأوا ينتظروا بفارغ الصبر موت والديهم ليضعوا ايديهم على المال.
وعندما يكون هذا المال في يد الابن غير المؤمن او ابن او الابنة المتزوجين بغير مؤمن، واذا وصل هذا المال لكنيسة غير صحيحة، يكون وسيلة في تقييد نشر البشارة بدل من انتشارها. فكر في هذا! أموال المؤمنين تستخدم في محاربة الحق!
كما علينا أن نفكر ايضا في المبالغ الطائلة التي تُدفع للحكومة كضريبة على الإرث، والتي تُدفع للمحامين رسوم ومصاريف قانونية، كل هذا المال كان يمكن ان يستخدم في خلاص النفوس.
يحاول بعض المؤمنين أن يتجنبوا بعض من هذه المآسي بأن يتركوا أموالهم لمنظمات مسيحية، ولكن لا يوجد ما يضمن أن تؤول هذه الاموال لتلك المنظمات، فالوصايا يواجهها التحدي دائما، بل تُفسخ. بالاضافة الى هذا فلا نجد اي دعم كتابي يبرر ممارسة جمع المال وترك الارث. لا ضمان بان هذه المنظمات ستبقى امينة للرب والحق كل الوقت الى ان يتم تنفيذ الوصية.
والجدير بالذكر ان المؤمنين لن يُكأفئوا على ما تركوه في الوصية، وذلك لأن كل ما يتركونه لا يكون لهم لحظة وفاتهم، بل يكون للورثة، مكتوب "الإنسان يَذخَرُ ذخائرَ ولا يدري من يضُمها" (مزمور6:39). لهذا فالطريقة الوحيدة التي فيها تتأكد من ان تقودك تُستخدم للرب هي أن تعطيها وانت على قيد الحياة لتحصل على المكافأة في المستقبل.
نقول اننا نؤمن بمجيء الرب القريب؟ إذن يجب أن ندرك أننا كلما اقترب موعد مجيئة كلما قلت قيمة ممتلكاتنا المادية. فعند مجيء الرب، ستزول أهمية ممتلكاتنا وسينتهي الوقت للعمل بها في الخدمة، لذلك فالطريق الأفضل هو أن نضع ممتلكاتنا في خدمة الرب يسوع الأن.
بعد ذلك ياتي الجدل التالي: "إذا وضع كل واحد الزيادة عن ضروريات الحياة في عمل الرب، فكيف سنعيش؟ الإجابة هي "بالإيمان اكثر من العيان" ولا جدوى من الادعاء بأن هذا المبدأ لا يصلح الآن لأنه نجح في ايام الكنيسة الأولى.
"جميع الذين آمنوا كانوا معا" وكان عندهم كل شيء مشتركا. والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج (اعمال الرسل44:2-45). "لم يكن بينهم أحدٌ محتاجاً لأن كل الذين كانوا اصحاب حقول او بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند ارجل الرسل. فكان يوزع على كل واحد كما يكون له احتياج"(اعمال الرسل34:4-35). وفي رسالة الرسول بولس الى اهل كورنثوس، علم أنّ ممتلكاتنا المادية يجب أن تكون سائلة وليست مجمّدةً. بمعنى اننا عندما نلمس احتياجاً حقيقياً في عمل الرب يجب أن تسرع اموالنا لسدّ هذا الاحتياج. وبنفس المقياس، وكذلك الامر عندما نكون نحن في احتياج نجد أن المال يرِد لسد هذا الاحتياج. وبهذه الطريقة ستكون هناك مساواة بين شعب الرب. "فإنه ليس لكي يكون للآخرين راحة ولكم ضيق بل بحسب المساواة. لكي تكون في هذا الوقت فضالتكم لإعوازهم كي تصير فضالتهم لإعوازكم حتى تحصل المساواة. كما هو مكتوب الذي جمع كثيرا لم يفضِْل والذي جمع قليلا لم ينقص" (2كورنثوس13:8-15).
وبكلمات اخرى، إن كان احد يعيش بالحقيقة حياة مكرسة للرب وكان أمينا في وكالته على ممتلكاته، فسيكون هناك مؤمنون آخرون يكونون على اتم الاستعداد ليشاركوه بسرور في وقت احتياجه.
إن كنا امناء مع انفسنا، يجب أن نعترف أن فكرة الاعتماد على آخرين هي فكرة مستهجنة عندنا، بل اننا فخورون باستقلاليتنا، اليس ذلك بمثابة الإعلان عن الذات، وليس دليلا على حياة الرب فينا.
إن تعليمات بولس الواردة في رسالة تيموثاوس الأولى3:5-13 بخصوص الاعتناء بالأرامل مسلّم بها انها تخص وجود كنيسة تسود فيها محبة الرب التي تشمل قلوب المؤمنين هناك حيث يتبادل القديسون الاهتمام بعضهم ببعض، حيث تنتقل الاموال بحرية لسداد الأحتياجات الحقيقية الموجودة. فإن كنا مقتنعين أن ما نجح في ايام الكنيسة الاولى لا ينجح اليوم، فالإجابة هي ببساطة: بأنه ناجح اليوم لأنه يوجد قديسون يحيون حياة الإيمان، كما توجد قوة وجاذبية في حياتهم لا يمكن انكارها.
يعترض أحدهم قائلا: الم يقل بولس "اعرف ان اتضع واعرف ايضا أن استفضل" (فيلبي12:4)؟ من الواضح أن السائل هنا يصور اتضاع بولس في أثناء تجواله في الصحراء التي لم تدسها قدم، وهو في جوع وعطش وضنك بملابسه الرثة، ونعله البالي. إلا انه يصوره في استفضاله وكأنه الشاب ذو البشرة البرونزية، الذي يترجل من عربته المتنقلة، ليذهب الى شاطيء بحر هاديء، ليقضي اسبوعين من الرفاهية في سهول امريكا، وبكلمات اخرى، يمكنه العيش بخشونة او برفاهية ورخاء.
لكن هذا ليس بالضبط ما يقوله بولس في رسالته الى اهل فيلبي. وعلينا أن نتذكر انه كتب وهو في السجن، وليس في منتجع سياحي. فكتب وهو مسجون "ولكني قد استوفيت كل شيء واستفضلت. قد امتلأت إذ قبلت من ابفرودتس الاشياء التي من عندكم، نسيم رائحة ذكية، وذبيحة مقبولة مرضية عند الله" (فيلبي4: 18).
قد نظن أن سجن بولس سيكون في جانب الاستصغار في حساباته، إلا انه وصفه بأنه جانب الاستفضال، وعليه فإنه من غير الصحيح لنا أن نستخدم هذه الآية الواردة في فيلبي12:4 لتبرير حياة الغنى والترف، هذا ليس ما يعلمه العدد.
حسنا، ماذا عن الشاهد الكتابي الذي يقول أن الله منحنا كل شيء بغنى للتمتع؟ (1تيموثاوس17:6). كثيرا ما يُقتبس هذا الشاهد لكي يُستخدم كدليل كتابي على أن المؤمن ينبغي أن يتمتع بأمور هذه الحياة. مما يعني أنه من حقه أن يُغرق نفسه بالاحدث والافضل، ويكون شعاره، "لا شيئ جيد بما فيه الكفاية لشعب الله" اي انه يحل له كل شيء للتمتع. ولكن كثيرا ما ينسى ذلك الشخص السياق الذي جاء فيه هذا الكلام، لهذا يجب أن نلاحظ مرة اخرى كيف يبدأ هذا الشاهد "اوصي الاغنياء في الدهر الحاضر ان لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى..." (1تيموثاوس17:6). بعبارة اخرى، بعيدا عن كونها عذرا للإنغماس الذاتي، فإن الآية وجدت في السياق كتحذير مهيب لنا من الغنى.
حسناً، فماذا يعني، إن الله منحنا كل شيء بغنى للتمتع؟ إنها تعني أن الله لم يمنحنا هذه الاشياء لتخزينها، لكنه يريدنا أن نتمتع بها من خلال مشاركتنا اياها مع الأخرين. وهذا واضح من العددين التاليين للآية المذكورة "وأن يصنعوا صلاحاً، وأن يكونوا اغنياء في اعمال صالحة، وأن يكونوا اسخياء في العطاء، وكرماء في التوزيع، مدخرين لأنفسهم اساسا حسنا للمستقبل، لكي يمسكوا بالحياة الابدية" (1تيموثاوس18:6-19).
التمتع بالغنى لا يكون باقتنائه، بل باستخدامه لمجد الرب ولصالح الآخرين.
عادة ما نتذكر ان ابراهيم كان رجلاً ثريا (تكوين2:13)، ومع ذلك فقد دعيَ خليل الله (يعقوب23:2). وهذا بالطبع صحيح، ولكننا يجب أن نتذكر أن ابراهيم عاش في فترة العهد القديم حيث كانت الوعود بالبركات الارضية لكل الذين يطيعون الرب، فالثروة كانت علامة على بركة الرب، فهل هذا صحيح في تدبيرنعمة الله؟ إنه من الملائم اكثر أن نقول أن الضيق هو بركة هذا العصر.
في مثل لعازر والرجل الغني (لوقا19:16-31)، نرى ان معايير العهد القديم انعكست، الرجل الغني قد دين بسبب فشله في استخدام ثروته لمنفعة الآخرين لكنه ابقاها لنفسه.
"إذهب الى النملة ايها الكسلان. تأمل طرقها وكن حكيما. التي ليس لها قائد أو عريف أو متسلط. وتعد في الصيف طعامها وتجمع في الحصاد اكلها" (امثال6:6-8)، الا يرينا هذا أن النملة تجمع لمستقبلها وأنه طُلب منا تقليدها في هذا المجال؟ نعم، ولكن من الضروري أن نتذكر أن مستقبل النملة كان على هذه الارض فقط، أما مستقبل المؤمن المسيحي هو في السماء. فالمؤمن هو سائح وغريب هنا، موطنه في الأعالي. وعليه أن يجمع كنوزا لذلك المستقبل.
أما فيما يتعلق بحياته على الارض فمن غير المسموح له أن يقلق بشأن غده. ماذا سيأكل أو ماذا سيلبس (متى25:6). بل طلب منه بالحري أن يتأمل طيور السماء التي لا تجمع الى مخازن بل ابونا السماوي يقوتها، فإن كان الله يهتم بالطيور الا يعتني بنا!
جدَل اخير: وهو أنه لابد لأحد أن يكون غنياً ليوصل رسالة الإنجيل الى الاغنياء. فإن مؤمني الكنيسة الاولى لم يدركوا ذلك.
والتاريخ يخبرنا ان العديد من المؤمنين الاوائل كانوا تواقين لحمل إنجيل المسيح الى كل مكان وأنهم عملوا كخدام أو حتى باعوا انفسهم كعبيد ليدخلوا الى بيوت الاغنياء والعظماء من الوثنيين ويعيشوا هناك حتى تتاح لهم الفرصة ليخبروا تلك البيوت عن محبة الرب يسوع وخلاصة.
- عدد الزيارات: 3544