هوامش الفصل الرابع
(1)قبل أن يوقع الرب القضاء والدينونات على الأرض التي رفضت قبوله وصلبته- لا بد أن يأتي بنفسه ليأخذ قديسيه إليه من هذا المشهد الرهيب، ويضم إليهم الراقدين في المسيح، ليدخلوا معه إلى بيت الآب. ذلك هو الاختطاف من الأرض.
أما متى يحدث ذلك، فنحن نترقبه قريباً جداً.
وبعد ذلك ينسكب غضب الله لمدة سبع سنين على الأرض (اقرأ سفر الرؤيا من ص6- 18).. وفي نهايتها يظهر الرب يسوع آتياً من السماء ومعه القديسين، نازلاً إلى الأرض ليدين الشعوب ويتخذ ملكه لمدة ألف عام. وهذا ما يسمى بالظهور (رؤيا19- 20).
(2) "جورج هويتفيلد" (1714- 1770). هو من أعظم رجال النهضات المشهورين الذين ربحوا نفوساً كثيرة للرب في إنجلترا وأمريكا. وقدروا عدد سامعيه في كامبسلانج في اسكتلندا بنحو مائة ألف نفس، ويقال أن حوالي عشرة آلاف نفس تجددت في هذه العظة. وكان الله قد منحه قوة خارقة لاجتماعات الخلاء في وقت أغلقت فيه أبواب الكنائس في وجهه، ومع أنه كان نحيف الجسم وكانت رئتاه ضعيفتين، إلا أن صوته كان يسمع بوضوح تام على بعد ميل بشهادة بنيامين فرانكلين.
قيل أنه كان متقلب المزاج وسريع التغير، وفي صباه وشبابه المبكر سقط في خطايا كثيرة، ولكنه اختبر الولادة الجديدة عندما قرأ كتاباً أعاره إياه تشارلس وسلى المسمى "حياة الله في النفس"، وخصوصاً هذه العبارة "إن الديانة الحقيقية هي في اتحاد النفس[1]بالله أو هي وجود شخص المسيح فينا"، التي ألقت نوراً فجائياً على نفسه وعرف أن مجرد الأعمال الظاهرة والطقوس لا تخلص النفس.
ثم تحول هويتفيليد إلى ممارسة بعض الأعمال النسكية والتقشفات الشديدة، ولمدة نحو سبعة أسابيع وهو في حالة تذلل وفحص النفس- وفجأة انفتحت عيناه واتجه نظره نحو المسيح كمخلصه واختبر السلام والفرح، فقال "أرى فرحاً بل وفرحاً لا ينطق به ومجيداً عندما انحدر عني ثقل الخطية وامتلأت بمحبة الله الغامرة".
وبدأ للتو يقرأ كلمة الله بفرح ويخدم الرب. ثم رسمه الأسقف خادماً في مدينة أكسفورد. وقد ظهرت مواهبه في الوعظ إذ كان ممسوحاً بقوة عظيمة مع أنه لم يكن لاهوتياً وليس عنده وقت لدراسة الكتب، بل معظم ما قرأه كان من كتاب تعاليم المدرسة الكلفينية القديمة والتي ثبتت تعاليمها في عقله.
استخدمه الرب في إنجلترا وأمريكا بصورة قوية، وكانت كلماته تحرك الضمائر وتبّكت النفوس بشدة. وظل أربعة سنوات يعمل في الكنيسة الوطنية، كانت الألوف تسمعه بالرغم من حداثة سنه. وبعدما طرد من الكنيسة الوطنية وكان عمره وقتئذ 25 عاماً أخذ يعقد اجتماعات في الهواء الطلق في كنجر وود في برستل بأمريكا حيث كان يتجمهر عمال مناجم الفحم، وكانت الدموع تجري على وجوه الفحامين غاسلة مجاري بيضاء على وجوههم السوداء، بل كان يتبكت ويتجدد بالمئات وفي إنجلترا عقد اجتماعاً في أكبر وأشر أماكن الملاهي في لندن. ووعظ مرة في مكان سباق الخيل على حوالي عشرة آلاف نفس.
ولقد تأثر بنيامين فرانكلين من وعظه تأثيراً عظيماً. كما كان يوناثان إدواردز يبكي إذا سمعه. وقيل أن وجوه الكثيرين كانت تغتسل بدموعهم مدة الساعتين والنصف طول مدة العظة.
وظل هويتفيلد يواصل تبشيره إلى اليوم السابق لوفاته، أثناء زيارته السابعة عشر لأمريكا 1770م ورقد في الرب مشتاقاً إلى رؤية سيده.
(مقتبسة من كتاب سبعة كواكب الدهور)
وما أحوجنا اليوم إلى نهضة بين المسيحيين، نهضة صحيحة وأصيلة..، يعود فيها المسيحيون إلى الله بالتوبة والإيمان بربنا يسوع المسيح، وينفصلون عن محبة العالم وغناء وشروره ومبادئه، للالتصاق بالرب بكل القلب، فترتفع الحالة الأدبية بين كافة المؤمنين. وأن يعود المسيحيون إلى الكتاب المقدس فقط لتصحيح مسارهم التعليمي والأدبي.
هذه هي المسئولية الملقاة على الطوائف المسيحية التقليدية والبروتستانتية، فلا يلزمنا أن ننشغل بأنفسنا وبمذهبنا، بل بمجد الرب وحده وأعواز قطيع المسيح روحياً وأدبياً. وعلينا أن نرفع العوائق والعثرات من طريقهم، لكي يعود الكتاب المقدس بسلطانه الإلهي مؤثراً في القلوب والضمائر، ليؤمنوا فيخلصوا. فلنضع قلوبنا على هذا الأمر، ولنطلب من الرب تحقيقه الذي لا بد وأن يتممه سريعاً. لأننا ننتظره من السماء- يسوع- الذي سينقذنا من الغضب الآتي.
ثروت فؤاد
(1) هذا التعبير غير كتابي، فالكتاب يقول "وأما من التصق بالرب فهو روح واحد". والخطأ التعليمي لم يمنع الروح القدس من عمله في النفس وإن كان هذا لا يعني أننا لسنا تحت مسئولية معرفة التعليم (يو7: 17).
- عدد الزيارات: 3042